الثورة – شيرين الغاشي:
ليلة استثنائية من ليالي كرة القدم، كان ملعب “فريولي” في أوديني بإيطاليا مسرحاً لها، حيث الحدث التاريخي الذي سيظل في ذاكرة عشاق المستديرة، حين أضاف باريس سان جيرمان إلى تاريخه، أول ألقابه في كأس السوبر الأوروبي، بتغلبه على منافسه توتنهام هوتسبير، بركلات الجزاء الترجيحية، عقب انتهاء المباراة بوقتها الأصلي بالتعادل بهدفين لهدفين.
المباراة بدأت كما توقع لها، سريعة، مثيرة، مليئة بالإثارة والتحدي، توتنهام بدأ المباراة بنية الفوز، ونجح في فرض نفسه، حتى نجح في تسجيل هدف افتتاحي، جاء في الدقيقة (39) من فان دي فين، الذي استغل تمريرة رائعة، مرتدة من العارضة، ليضع فريقه في المقدمة، وليشعل المدرجات، ويشعر السبيرز بالثقة.
لكن باريس سان جيرمان، الفريق الذي لطالما اعتدنا على قوته وعزيمته، لم يرفع الراية البيضاء، مع ذلك، ومع بداية الشوط الثاني، عزز توتنهام تقدمه بهدف آخر، عبر المدافع كريستيان روميرو، في الدقيقة (48) وبدا وكأن الفريق الإنكليزي في طريقه لإحكام السيطرة على المباراة، لتصبح الأجواء مشتعلة، وبدا كل شيء يسير في صالح السبيرز.
لكن في كرة القدم، كل شيء ممكن؛ ففي اللحظات الحاسمة، ظهر الكوري الجنوبي كانج آن لي، الذي أبدع بتسجيل هدف تقليص الفارق، في الدقيقة (85) ليعيد الأمل لفريقه، ويزيد من حماسة الجمهور الفرنسي، وعندما ظن الجميع أن الوقت قد انتهى، كان للـباريسيين كلمة أخيرة وحاسمة؛ في الدقيقة (90+4) حينما أحرز البرتغالي البديل سيرجيو راموس هدف التعادل، من تمريرة عثمان ديمبلي في وقت قاتل، وسط جنون الجماهير الباريسية التي انفجرت فرحاً، ومع نهاية الوقت الأصلي بالتعادل، كانت الأنظار متجهة إلى ركلات الترجيح، ولعبة الأعصاب المشدودة، حيث كانت مشهداً آخر من الإثارة والتوتر والحذر؛ فتألق الحارس شوفالييه، وساهم بشكل كبير في قيادة باريس سان جيرمان للفوز (4-3).
ليتوّج أبناء مدينة العطور والورود أبطالاً للسوبر الأوروبي، وليكتبوا اسمهم بأخرف من ذهب، فباتوا الفريق السادس والعشرين الذي يحظى بشرف هذا اللقب، وقد شهد النهائي لفتة إنسانية من الاتحاد الأوروبي، بمشاركة طفلين فلسطينيين من غزة في مراسم تتويج الفائز باللقب، بمبادرة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي وضع لافتة على أرض الملعب قبل البداية تقول: (أوقفوا قتل الأطفال .. أوقفوا قتل المدنيين) في إشارة إلى حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة.