تهديدات متصاعدة وأبعاد تتجاوز التقنية..هجمات إلكترونية تستهدف المواقع الحكومية السورية

الثورة – بسام مهدي:

شهدت الساحة الرقمية السورية في الآونة الأخيرة نشاطاً لافتاً لمحاولات اختراق استهدفت عدداً من المواقع الحكومية، الأمر الذي يسلّط الضوء مجدداً على حجم التحديات الأمنية التي تواجه البنية التحتية الرقمية في البلاد.

مدير مركز أمن المعلومات في وزارة الاتصالات، جهاد ألالا، كشف لصحيفة الثورة أن المؤشرات التقنية المتوفرة تشير إلى أن جزءاً من هذه الهجمات جاء من مصادر خارجية، مستخدماً شبكات VPN وخوادم اختراق موزعة، وهي أساليب شائعة لإخفاء هوية المهاجمين وتعقيد عمليات التتبع الرقمي.

وفيما يظل الجانب التقني محور المواجهة، فإن ألالا لم يستبعد أن تكون لهذه الهجمات أهداف أبعد من مجرد تعطيل الخدمات أو سرقة البيانات، فقد تحمل رسائل سياسية أو محاولات للتأثير على الرأي العام، إذ تُستخدم الفضاءات الرقمية كساحات صراع موازية.

في مواجهة هذه التحديات، تعمل الجهات الحكومية المختصة على رفع جاهزية الأنظمة الرقمية عبر خطط تحديث متدرجة وتحسين بيئات العمل، رغم القيود الفنية والموارد المحدودة، هذه الجهود تمثل خط الدفاع الأول لحماية المعلومات الوطنية وضمان استمرارية الخدمات العامة في بيئة رقمية آخذة في التعقيد.

ومع استمرار تصاعد التهديدات، يبقى الرهان على وعي الكوادر، وتحديث البنية التحتية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات لمجابهة أي محاولات اختراق قد تهدد أمن الدولة الرقمي وسيادتها في الفضاء الإلكتروني.

مصدرها خارجي

شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد محاولات الاختراق التي طالت مواقع حكومية سورية، ما يشير إلى أن الفضاء الرقمي الوطني أصبح ضمن نطاق استهداف ممنهج من قبل جهات تسعى لاختراق الأنظمة أو تعطيل الخدمات العامة.

وتشير المؤشرات التقنية إلى أن جزءا من الهجمات انطلق من خارج البلاد، عبر شبكات VPN وخوادم اختراق موزعة، وهي أدوات تخفي هوية المهاجمين، وتمنحهم قدرة أكبر على تجاوز أنظمة الحماية التقليدية.

أوضحت الهيئة المختصة أن هذه الهجمات قد تحمل أبعاداً سياسية أو إعلامية، إذ يمكن أن تُستخدم كوسيلة لنشر رسائل خفية أو التأثير على اتجاهات الرأي العام، في إطار استراتيجيات الحرب السيبرانية الحديثة.

رفع جاهزية الأنظمة الحكومية

تواصل الفرق التقنية الحكومية تنفيذ خطط تحديث متدرجة للأنظمة الرقمية، وتحسين بيئات العمل الداخلية، بهدف تعزيز الحماية ضد الهجمات السيبرانية، وذلك بالرغم من محدودية الموارد والتحديات الفنية القائمة.