الثورة – عبير علي:
حين يلتقي عبق التاريخ بجمال الحرف اليدوية، تبرزلوحة استثنائية مشغولة بأسلوب الدهان الدمشقي.. بأنامل الفنان المبدع ماهر بوظو، هذه التحفة الفنية بقياس 240 × 120 سم، تحمل بين ثناياها إرثاً عريقاً وأصالة تعيدنا إلى عصورازدهارالحرف والفنون في دمشق.
وفي تصريح لصحيفة الثورة بيّن بوظو أنه تمّ تنفيذ هذه اللوحة بأعلى المعايير الفنية، بدءاً من انتقاء المواد الطبيعية وصولاً إلى التشطيب النهائي الذي يتسم بأدق التفاصيل.
يقول: (على الجانب الأيمن، يتجلى اسم الله جل جلاله، تتوجّه من أعلاه الآية الكريمة “نور على نور”، فيما تزين آخر اللوحة قوله تعالى “وسعت رحمته كلّ شيء”، في الجانب الآخر، يبرز اسم سيدنا محمد ﷺ، فوقه الآية “وإنك لعلى خلق عظيم”، ويليها قوله تعالى :”ولسوف يعطيك ربك فترضى، إذ تتضافر هذه الأبعاد الروحانية لتغمر اللوحة بجوٍ من الإيمان والأمل).
ولفت إلى أن اللوحة لا تقتصر فقط على الكلمات، إذ تتوسطها مزهرية ورد مزخرفة غنية بالتفاصيل النباتية والهندسية، التي تجسد روح الزخرفة الدمشقية الأصيلة، كما أن الإطارات خشبية بأشكالها الهندسية المحفورة بعناية تلتف حول اللوحة، مما يضفي عليها ثقلاً فنياً مميزاً وحضوراً بصرياً آسراً.
وأشار بوظو إلى أن حرفة الدهان الدمشقي تحمل جذوراً عريقة تعود لأكثر من أربعة عشر قرناً، نشأت مع بدايات الفتح الإسلامي، وازدهرت كأحد أرقى فنون الزخرفة والعمارة الداخلية، تعتمد على الرسم اليدوي الدقيق باستخدام الألوان الطبيعية والذهب، لتزيين الجدران والأسقف والأبواب والنوافذ، تاركة وراءها أثراً يعكس جمال وروح الثقافة السورية.
وتطرق إلى أن اللوحة تمثل تزاوجاً فنياً بين التراث الدمشقي العريق والدقّة الحرفية العالية، لتكون شاهداً على استمرارية هذا الفن، فهي ليست مجرد قطعة فنية، بل تجسد روح الأمة وهويتها الثقافية، وما زالت رسالة الأمل تضيء من خلالها، وتؤكد على قدرة الفنون على تجاوز الأزمات وتحقيق الجمال في كلّ الظروف.
وختم بالقول: تبقى هذه التحفة تذكيراً بأهمية استمرارية التراث، والاحتفاء بالهويات الثقافية التي تشكّل نسيجنا الوطني.