الثورة- ابتسام المغربي:
مدن وأرياف وضواح سكنية حديثة وقديمة كلها تشكو النقص الحاد بالمياه، حيث زاد التقنين لأسبوع وأكثر في معظم المناطق ما يبعث على الغيظ، ويزيد هذا أن صهاريج الماء تتنقل طوال الوقت حاملة مياهاً غير مراقبة صحياً، وبأسعار متناسبة طرداً مع انقطاع المياه وتفاقم أزمتها.
نتساءل هنا: من أين يتم ملء هذه الصهاريج التي تجدها متجمعة أمام مناهل مؤسسات المياه بالأرياف؟ وأيضاً فإن المشكلة ليست نقصاً بالمياه فقط وإنما سوء توزيع موارد، يرافقها استغلال واضح لأزمة المياه من قبل البعض، أين وزارة الإسكان من هذه المشكلة وهي التي تتبع لها مشاريع البنية التحتية المتهالكة من ماء وصرف صحي؟!.
ألا تفكر بوضع من يعانون من عوز المياه الشديد ثم كيف يتم تسعير صهريج الماء بمئة ألف في بعض المناطق وهو يعبأ شبه مجاني؟. وهل من المعقول الصمت على تجارة رابحة ومستغلة؟!..
ليست الأزمة هي السبب في ذلك بل ضعف إدارات البلديات الشديد، والتعامل مع الأزمة بروتين الاجتماعات وعدم الاتكاء على المعلومات الدقيقة والإحصائيات الحيوية التي تحدد الموارد المتاحة والاحتياج ووفقها يجب أن يتم وضع الخطط.
هل نستطيع أن نقبل بعطش طرطوس وريفها مع وجود معدل أمطار عال لم يُستَفد منه لعدم وجود مشاريع حصاد الأمطار؟ وهل نقبل بعطش اللاذقية والتعدي الكبير على خطوط الجر فيها؟ وريف دمشق الغارق بالعطش ومع ذلك ترتفع شاهقات الأبراج في مناطقها الزراعية بتراخيص لم تراع وضع المياه.
ثم ما هو مصير أطفالِ من لا يملك ثمن الصهريج مع صيف حارق وتقنين يتضاعف زمنياً؟!.