«عش الدبابير» والأصابع الإسرائيلية..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:
قد لا تضيف وثائق سنودن حول «عش الدبابير» جديداً عمّا هو متداول ومعروف في الكثير من التحليلات والاستنتاجات الملموسة، وإن كانت تؤشر إلى خيوط الارتباط بين داعش والاستخبارات الأميركية والبريطانية وثالثهما الموساد الإسرائيلي،

حيث جاءت لتؤكد المؤكد, لكنها من جانب آخر تفتح على الأقل الحديث بجدية عن جذور تلك العلاقة التي تعكس فهماً -ربما أوسع- لمعطيات التحالف الأميركي المعلن.‏

في جذر الفهم كان متاحاً ملاحظة ذلك التقاطع في المهمات والوظائف، وهذا التطابق في الأجندات والأهداف بين الإرهاب بوصفه أداة لمشروع أميركي بهويته الإسرائيلية، وبين المصالح الغربية عموماً بمواصفاتها الاستعمارية، وذلك منذ لحظة إطلاق يد التنظيمات الإرهابية في سورية ودعمها, وتوريد عشرات الآلاف من المرتزقة للانضمام إلى صفوفها جماعات وفرادى.‏

غير أن الإخراج الذي تباين بين أدوات المشروع المستحدثة، حاول أن يضيف الكثير من الضبابية على الصورة التي أُدرجت تباعاً، وبمفاهيم عائمة ومتغيّرة في المشهد استدعت في أحيان كثيرة الخلط المتعمّد بين النتائج والأهداف، وتسلّقت على مجموعة من الشعارات النفعية ذات الصبغة التصديرية لخلط الأوراق، بما في ذلك الإيحاء بمتاعب تواجه الإدارة الأميركية في ربط خيوط أدواتها المختلفة بالتنظيمات التي ترعاها.‏

وجاء ظهور داعش في التوقيت والمضمون ليزيد الخلط ويقلب في بعض الأحيان الحسابات والمعادلات الجزئية لبعض الدول الوظيفية في المنطقة، التي تداعت سريعاً إلى إعادة تدوير زوايا وجودها الوظيفي لتتوافق مع محددات الدور وتقاسم مراكز ارتباط إضافية بالحلقات الأوروبية، لتكون عوناً لها في حال أحجم الأميركي عن الأخذ بتموضعها الجديد.‏

اللافت أن داعش كان يتجاوز باستمرار السياق الذي أنتجه، لكنه لم يعلن الخصومة ولا التحدي بقدر ما ذهب بعيداً في ترجمة ما تقتضيه مهمته الوظيفية، بحيث يكون ورقة إضافية ضاغطة باتجاه تحريك خيوط الارتباط الاستخباراتي لتكون منسجمة مع بنك الأهداف الإسرائيلي وبرعايته الكاملة، حيث الأخبار المتداولة عن اقترابه هنا أو هناك لم تُثِرْ الحفيظة الإسرائيلية، ولا استدعت استنفاراً مماثلاً لما شهدته حليفاتها من مشيخات الخليج، وتقاطعت مع ما اعتمدته تركيا في الموقف من التحالف الأميركي حين حاولت أن تناكف في الهوامش المسموح بها، وتركت فاصلاً بينها وبين داعش كي لا تضطر إلى الدخول في متاهة الحسابات من جديد.‏

ما هو مؤكد ان داعش يجيد اتقان دوره بعد أن اكتسب زعيمه خبراته على يد الموساد، وتقمّص مهمة البيدق الغربي الذي يتلوّن في هويته، لكنه لم يغيّر اتجاهه وأهدافه، ولا الخيوط التي تربطه بمصالح وأطماع الغرب التي «تتناهى» إلى حيث تقف الرغبة الإسرائيلية، وما تستدعيها من تغييرات تكتيكية في المنحى أو الاتجاه، ليظل داعش في حركته وأنماطه جزءاً من رقعة الشطرنج الأميركية، التي تحارب عبره ومن خلاله زوايا الضعف، وتحاول أن ترمّم ما لحق بها من مشاهد قصور كادت تذهب بما تبقّى من رصيد أميركي.‏

وما يكشفه سنودن وما ستكشفه الأيام القادمة يسجل خطوة إضافية، ويصلح قرينة على الغرب ذاته، الذي يحاول أن يعيد عقارب الساعة إلى جذر الإرهاب في المنطقة لتكون في خدمة الإسرائيلي، لكنه لا يغيّر في واقع الحال سوى أنه يجزم -في نهاية المطاف- التقاطعات القائمة ويحسم في مسائل جدل لا تعدّل في المنحى ولا في إدراك حقيقة الدور الوظيفي لكثير من المشيخات التي تحددها وتحركها وترسم إحداثيات وجودها الأصابع الإسرائيلية، بما فيها تلك الأصبع التي صنعت داعش كما صنعت من قبلها ما يوازيه ويحاكي منهجه من التنظيمات الإرهابية.‏

a.ka667@yahoo.com

 

المصدر: صحيفة الثورة

آخر الأخبار
"البسطات" في حلب.. شريان الحياة وتحدّي البقاء مترو دمشق ينتظر الترجمة الفعلية لتنفيذه حلم العاصمة منذ 43 عاماً.. ماذا لو تحقق؟ "نيويورك تايمز": حرب إسرائيل على غزة ظالمة واستمرارها إزهاق لأرواح جديدة القصيدة والقصة وسردية نون النسوة.. في ملتقى الكتّاب السوري اتفاق تجاري ينهي المواجهة بين الولايات المتحدة وأوروبا مطالب بمراعاة الظروف في التصحيح.. اختزال أسئلة الرياضيات يُربك طلاب الثانوية في حلب "تربية اللاذقية" تُنجز إدخال درجات مواد شهادة التعليم الأساسي والشرعي حلب بين العطش والاستغلال.. أزمة مياه تعيد الصهاريج مفوضية اللاجئين: زيادة ملحوظة في عودة السوريين من الأردن الجغرافيا.. مادة جافة ترهق الذاكرة وتثقل كاهل طلاب الأدبي غرفة صناعة حلب تُنهي تسجيل المشاركين في معرض "موتكس" التصديري للألبسة الجاهزة انتهاء أعمال تأهيل خطوط الصرف الصحي وتزفيت الطرق في حي صلاح الدين بحلب متأثراً بالأونصة العالمية.. تراجع نسبي بأسعار الذهب المحلي المواد الغذائية المستوردة تهديد للمحلي.. فهل من حلول!؟ الربط الإلكتروني مشوه.. وما نحتاجه فوترة حقيقية جرعة تحذير بعد الحرائق الأخيرة.. التغيّر المناخي بات واضحاً والعوز الغذائي أول المظاهر إسرائيل تزرع الفوضى وتعرقل عودة سوريا إلى الحياة الطبيعية قافلة مساعدات جديدة تشمل 27 شاحنة تتوجه إلى السويداء حرائق الساحل كارثة حقيقية.. وخسائرها مضاعفة بسبب اتساع رقعتها وطول مدتها مؤذٍ وجارح.. وقد يكون قاتلاً التنمر الإلكتروني.. أضرار نفسية واجتماعية عميقة