الثورة – منهل إبراهيم:
يتأكد يوماً بعد يوم من مجريات الحرب على غزة أن الموقف الأمريكي من الحرب عليها يتلون ويعرقل، وهو ليس بالموقف المفاجئ فهو استمرار لموقف الاحتلال، الذى تجلى في عرقلة رئيس حكومته بنيامين نتنياهو لكل ما من شأنه وقف الحرب على غزة وبدء التفاوض.
إن مسألة وقف الألم والبؤس الجماعي والقتل لشعب بأكمله، كما يحصل اليوم من قتل لفلسطين عموماً ولغزة خصوصاً، يتضاءل أمام الصفقات المربحة بمليارات الدولارات الناتجة عن تجارة الأسلحة التي تقودها أمريكا، كما يجري في قطاع غزة اليوم.
الولايات المتحدة تدعي قرب التوصل لاتفاق، لكن الواقع يخبرنا بعكس ذلك، وفي هذا الصدد قالت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد لمجلس الأمن اليوم الخميس إن “اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى “يلوح في الأفق” بينما حثت المجلس المكون من 15 عضواً على الضغط على حركة حماس الفلسطينية لقبول اقتراح لسد الفجوات في مواقف الجانبين”.
وأضافت غرينفيلد: “إنها لحظة حاسمة لمحادثات وقف إطلاق النار وللمنطقة، وبالتالي يجب على كل عضو في هذا المجلس أن يستمر في إرسال رسائل قوية إلى الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة لتجنب الإجراءات التي قد تبعدنا عن إنجاز هذا الاتفاق”.
وتدور المحادثات المتقطعة بشأن وقف إطلاق النار منذ أشهر حول القضايا ذاتها مع تعنت كيان “إسرائيل”، وتشبث حركة “حماس” بمطالبها، ووسط عرقلة من رئيس حكومة الاحتلال عبر شروطه التي تعتبر غير محقة بالمقارنة مع حركة “حماس” التي تطرح مطالبها المحقة في وقف الحرب على قطاع غزة المنكوب.
وزعم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اتصال بينهما أمس الأربعاء، بشأن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
وجاءت المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو في ساعة متأخرة من أمس الأربعاء بعد جولة سريعة في منطقة “الشرق الأوسط” لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن انتهت يوم الثلاثاء دون انفراجة في الحرب الدائرة منذ 10 أشهر على غزة وأهلها.
وتسعى فصائل المقاومة الفلسطينية إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في القطاع مقابل الإفراج عن العديد من الفلسطينيين المسجونين لدى “إسرائيل”، وتتهم المقاومة “إسرائيل” والولايات المتحدة بالمسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق.
من جهته يقول نتنياهو إن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على “حماس” وإن وقف إطلاق النار سيكون مؤقتاً فحسب لإتمام تبادل الأسرى والسجناء ما دامت “حماس” تمثل تهديداً، ونفى عرقلته التوصل لاتفاق حسب زعمه.