الثورة – منهل إبراهيم:
التهديد من القوات المسلحة اليمنية نجح في إلحاق أضرار قاتلة بواشنطن و”إسرائيل” على حد سواء، وخلال شهر واحد، وفيما تستمر هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” تؤكد الكثير من التقارير أن استمرار هذه الهجمات وتصاعد وتيرتها تؤكد فشل الاستراتيجية الأمريكية في اليمن .
لا شك أن معركة البحر الأحمر هي العملية العسكرية الأكثر توسعاً واستدامة وتستنزف الذخائر التي يفضل “البنتاغون” تخزينها لمواجهة محتملة مع الصين.
ولذلك فإن أعضاء الكونغرس الأمريكي محبطون بسبب استمرار مهمة البحر الأحمر التي تتطلب استنزاف الأصول الأمريكية المتطورة.
رئيس اللجنة الفرعية المعنية باستعداد القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي قالها بوضوح: “نحن نحرق عشرات المليارات من الدولارات وأسطولنا منهك”.
كما أن المسؤول السابق في البنتاغون قال:”إن تكلفة المعركة البحرية باهظة وتتضمن تكلفة استراتيجية حقيقية لجاهزية الولايات المتحدة”، فيما أكد قائد الأسطول الخامس الأمريكي جورج ويكوف أن القوات المسلحة اليمنية مسلحة تسليحاً جيداً.
وفي هذا الصدد كشفت مجلة “ناشونال إنترست” الأميركية عن التكلفة العالية، التي تتكبدها واشنطن لمواجهة التهديد اليمني في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكدة أن التهديد اليمني يحتجز ثلث قوة حاملات الطائرات الأميركية.
وانتقدت المجلة إرسال واشنطن حاملتي الطائرات “روزفلت” و”لينكولن” من المحيط الهادئ، لتنضما إلى “فورد” و”آيزنهاور”، في محاولة لما أسمته المجلة “وقف النزف من الجرح المفتوح”، لأنها رفعت باب المندب إلى مستوى مكافئ من الأهمية لمسارح أوروبا الأطلسية والشرق الأوسط والمحيط الهندي.
وقالت المجلة إنّ الولايات المتحدة اختارت إنفاق مليار دولار من الذخائر النادرة، والتي يصعب الحصول عليها، لإسقاط صواريخ اليمنيين وطائراتهم المسيّرة، بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.
وأضافت المجلة: “أنشأ البيت الأبيض ووزارة الدفاع محطة عدن جديدة بحكم الأمر الواقع، يجب أن تخدمها البحرية باستمرار، الأمر الذي يزيد في إجهاد أسطول صغير للغاية بالفعل”.
ووجهت المجلة أسئلة إلى صناع القرار في واشنطن: “هل يبرر التهديد اليمني لـ 14% من التجارة البحرية العالمية، التي تمر عبر البحر الأحمر، تخصيص ثلث قوة حاملات الطائرات الأميركية بصورة شبه دائمة؟ وهل يبرر إنفاق الأسلحة نفسها التي تحتاج إليها البحرية للردع – وربما الفوز – في حرب ضد الصين؟ باختصار، هل كان الرد متناسباً مع المصالح الاستراتيجية الأميركية؟”.
وختمت المجلة بالتأكيد أنه “على الرغم من كل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لمكافحة التهديد اليمني، يظل باب المندب خطيراً للغاية، وإذا كان تأمين حركة المرور عبر البحر الأحمر مصلحة حيوية للولايات المتحدة، فقد أثبتت استراتيجية بايدن عدم كفايتها لمواجهة التحدي”.