“وزمة” الحمضيات باقية على الأرجح، وسيبقى معها “العصف الذهني” لحل مشكلة تسويق المحصول التي باتت جزءاً من تراثه كزراعة، على الرغم من أنها دخلت منذ سنوات إلى لوائح التصنيف “الإستراتيجي” في بلدنا.
بالأمس كان اجتماعاً “مكثفاً” – وهو موسمي كهذا المحصول- بشأن الاستعدادات التسويقية، لكن وبما أن الحكومة لا تملك أن ترغم أحداً على استهلاك الفاكهة الشتوية الأهم، ولا على تصديرها.. ولا تصنيعها كعصائر، بات علينا أن نقتنع بأن الحل لم يعد في المعالجة بهذه الطريقة، لأن المشكلة ليست بالتسويق، بل في إدارة مجمل هذا المحصول.. أي معالجة السبب لا النتيجة.
لدينا كساد.. هذا يعني أن ثمة مشكلة أو سلسلة مشاكل قبل الوصول إلى السوق وتالياً الكساد.
قد تكون المشكلة في فائض الإنتاج، وفائض الأراضي المزروعة بالحمضيات، أو قد يكون الخلل في الصنف والجودة… وغير ذلك من الاحتمالات الكثيرة.. لكن أحداً لم يتطرق لكل ذلك، وانشغل الجميع بإجابات ارتجالية على تساؤلات مرتبطة بكيفية تصريف المحصول.. فماذا عن خلفية “موسم الهم”.. وكيف يمكن حل المشكلة جذرياً..؟
الأراضي المزروعة بالحمضيات واقعة في منطقة بالغة الخصوبة، لكنها ذات حيازات صغيرة.. الزراعة فيها مكثّفة وتشبه الصناعة بطقوس إنتاجها.. لذا من السذاجة الإبقاء على مساحات كبيرة مزروعة بشجرة تواجه أزمات تسويقية متكررة، مساحات يمكن أن تدر لأصحابها “ذهباً” في حال استثمروها في زراعات مجدية.. وما أكثرها.
لنحدد احتياجات موائد السوريين من استهلاك هذه الفاكهة، بما أن تصديرها تعثر وتصنيعها أيضاً.. فلماذا نبقي على الفائض..؟
كان من الأفضل لو تخرج الاجتماعات بمثل هذه التقديرات.. وبعدها يجب أن نكون أمام خيارات أخرى، يفضل أن ترسمها وزارة الزراعة، وإلا ستخضع المسألة لاجتهادات الفلاح.
نهى علي