الثورة – رفاه الدروبي:
وقَّعت الكاتبة والشاعرة أليسار عمران روايتها “دقيقتان ونصف” في ثقافي أبي رمانة، بعد انعقاد ندوة نقدية بمضمونها للأديبين رياض طبرة وعماد نداف.
– تحتاج لمساحة أطول..
استهلَّ الأديب عماد نداف الندوة مشيراً إلى أنَّ الرواية تأخذ القارئ للحديث عن مهارات أليسار كونها كاتبة تصدَّت لرواية تحتاج إلى مساحة أطول من السرد تُذكِّرنا بروايات نجيب محفوظ الطويلة، حيث تنتقل فيها الأحداث بين جيل وآخر؛ لكنَّها اختزلت الأحداث وازدادت الشخصيات وتركتنا نبحث عن مساراتها الموجزة، ماجعلها تفقد إمكانات الكاميرا عندها أو ربَّما أرادت أن تتحدَّى بنصها بكثافة العبارة والحدث، إنَّها مضطرة إلى القفز عن السلوك والملامح، فالكاتبة أفردت مساحة لأهم عنصرين من عناصر الرواية.. إنَّهما المكان والزمان، وقامت بصناعة جدلية ذهنية من أحداث الشخصيات، لذا يقف القارئ أمام تجربة سردية مهمة بنت عليها الكاتبة تصوراتها وأسلوبها الخاصين في وقت يتحاشى فيه بعض الكتّاب الذهاب إلى تعقيدات الكتابة عن زمان وظرف مختلفين لشخصيات تنبض بالحياة.
– إيصال رسالة..
ولفت الأديب رياض طبرة إلى أنَّ الرواية عالم جديد يبنى ويقوم بفعل مبدع خلاق، تؤدي جميع الحواس وظيفتها كي يأتي البناء على صورة ومثال الكاتب، وبهدف واضح وجلي يتصل بالرسالة النبيلة الحاملة لها العالم خلاصة ثقافة ومعارف عمر بحاله أو جزء كبير منه، أو سرد لحكاية، أو توقُّف عند حدث بالغ الأهمية، أو مختلف عن كلِّ ما نعيشه أو تطالعنا به الحياة برتابتها المعهودة.
ويمكن إيهامنا بأنه حكاية من حكايات الجدات، فالروائي يرهق نفسه ويوظف كل طاقاته ليكتمل إنجازه الإبداعي على نحو جديد بحيث يكون إضافة ذات ووزن نوعي ويعيد القراءة ويُعدِّل ويُبدِّل ويغيِّر في الشخوص وترتيب الأحداث ما يتطلب التروِّي، لكن القصة من ناحية الحدث عبارة عن حكايات لكثير من الشباب؛ والجديد فيها يكمن في قفزة هيا بالفراغ بعد عشرين عاماً من متاعب الحياة الزوجية، والشرارة المضرمة للنار من جديد تتركز في اتصال من حازم بعد أن أسكن الانتقام في نفسه من هيا وزوجها.
حشدت الكاتبة لذلك عبارات منتقاة بعد كل فصل ما يلزمنا أن ندقق في صلة العبارة بالنص، إضافة لما يحمله من حكمة كثيرة في الرواية.
– النقد مظلوماً..
الدكتور بكور عاروب رأى أنَّ الكتاب لم ينل حقَّه من النقد مع باقي الكتب الصادرة؛ وإن كان النقد مظلوماً في مجتمعاتنا ولا أحد يرغب به؛ والكاتبة أليسار عمران تجيد السرد، وتقدِّم دائماً حكايات موجودة تحمل رسالة عالية المستوى، ويجب أن يكون الطرح بتأنٍّ كبير في إنتاجها وإعطائها، فالمنتج فكري بالنهاية قبل أن يكون أدبياً وهناك كثير من الروايات تطرح في العالم تحمل في مضمونها معلومات قاتلة ويدفع لها قيمة عالية لأنَّها تخاطب الهواجس، واستطاعت أن تؤثر في شبابنا وتأخذهم إلى زوايا معتمة، مبيِّناً أنَّه يشدُّ على يد الكاتبة عمران لأنَّها سعت إلى إصدار رواية، يمكن أن تنتشل الجيل من الفكر الغرائزي، حتى عندما نناقشها يكون الهدف نبيلاً في المعنى والجوانب التربوية والتعليمية كوننا ملزمين بالمسار ذاته.
– الرواية عمل مفخخ..
الكاتبه أليسار عمران بيَّنت أنَّ الرواية عمل مفخَّخ واستغرقت في أداء عملها الروائي يومين ونصف لأنَّ الفكرة حاضرة، ولجأت إلى الإسقاط من خلال سير السردية، موضِّحةً بأنَّ الغريب عندما يفد إلى البلاد يطمع بأجمل شيء، لذا أحبَّت إيقاظ شخصية “هيا” لأنَّها زوجة لديها غيرة كونها فاتنة وجميلة وباللا شعور تصاب بحالة فصام وفي الحالة نفسها عندما تصاب الشخصية بها تعيد ذاكرة الإنسان إلى الوراء، ولايستطيع الوقوف، إذ تلجأ الشخصية إلى الوهم، لذا حاولت إدراج إسقاط الحبّ
بالعدوى على مستوى عام بدلاً من النظر إلى صفة العيب وقالت: علينا النظر خلف المشهد فالأسباب المؤدِّية للمرض نفسية وجسدية ويجب معالجتها.