بعد سنوات من الحرب العدوانية على سورية وبعد سنوات طويلة من التعثر في استثمار الأدوات الموجودة على مكاتب مؤسساتنا لتغيير واقع الأفراد والنهوض به، باتت حياتنا تنقسم إلى قسمين اثنين لا ثالث لهما: الحلم والاستحالة.
الحلم هو الشيء القائم الموجود والذي نحلم برؤيته، باللقاء معه، بامتلاكه، بتذوقه، فجزر المالديف مثلاً موجودة على الخريطة وهناك من يحلم بزيارتها، أما الاستحالة فهي شيء غير واقعي، غير موجود أصلاً، وبالتالي يستحيل رؤيته أو امتلاكه.
على هذا المنوال ننسج أيامنا وسنيننا حالمين بأشياء ومن استحالة أشياء، فالمدخول الجيد الذي يؤمن الحياة الكريمة هو حلم، وتأمين الحكومة لمتطلباتنا المقبولة هو حلم، أما امتلاك البيت فقد كان سابقاً حلماً أما اليوم فمن المستحيل امتلاكه لدى الفقراء، وذلك لاعتبارات تتسع الأحاديث عنها من أولها إلى آخرها اتساع بعض الأشياء بشكل ساعي كما يحلو لمنتسبي نظرية ستيفن هوكينج ان يقولوا.
أما عن آلية تغيير الاصطفافات والصفات، وتحويل الحلم إلى واقع وإنزال المستحيل من عليائه ليغدو حلماً، فذلك ليس مسؤولية المواطن وإنما مسؤولية الحكومة التي تتقاضى منه رسوماً وضرائب عن خدمات لا يصحّ تسميتها بالخدمات، بل تتقاضى منه عن وعود تعده بها، فالحكومة هي المعنية بذلك وليس المواطن.
بعبارة أخرى وللملاحظ، كل شيء غدا مسؤولية شخصية للمواطن هو وأسرته، فتأمين الكهرباء للمنزل هي مسؤولية المواطن سواء باستعارة خط أو بالاتفاق مع أحدهم، او بألواح الطاقة الشمسية او ببطاريات الليثيوم، وكذلك تأمين الكثير من الحاجات التي يمكن تعدادها.
فاليوم عندما نقول إن فلاناً من الناس لم يعد قادراً على شراء هذه الحاجات، وعندما يقول بأنه لا يستطيع تأمينها، فالحكومة تستمر بفرض الرسوم عليه، أما ان تجاوز إشارة ضوئية أو تأخّر عن موعد ترسيم السيارة، فالحكومة تطالبه مباشرة بالرسوم التي تفرضها على ذلك.
لهذا كله ننتظر من الحكومة الجديدة بوادر عمل بتغيير واقعنا ولو نسبياً على الأقل.
