الثورة- يامن الجاجة:
حملت بداية مشوار المدرب الإسباني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم خوسيه لانا وجهاً مبشراً، بعدما سجل المنتخب فوزين متتاليين، على منتخبي موريشيوس والهند، في كأس كونتيننتال التي أحرز رجال كرتنا لقبها.
ولم يأت وصف متابعين، لوجه منتخبنا بالمبشر، بسبب الفوزين المتوقعين على موريشيوس بهدفين نظيفين وعلى الهند بثلاثة بيضاء، ولكن بسبب وضوح أفكار المدرب وقدرته على إظهار فلسفته في أداء المنتخب بشكل سريع ومباشر.
واستطاع المدرب الإسباني أن يبصم بشكل سريع على أداء منتخبنا الذي تحول من منتخب متحفظ لمنتخب أكثر جرأة يمارس الضغط العالي على منافسيه، ويعتمد أساليب هجومية متنوعة أمامهم، عدا عن تحوله لمنتخب مستحوذ على الكرة، عكس ما كان عليه الحال مع المدير الفني السابق لرجال كرتنا الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي كان يفضل استقبال اللعب والالتزام في المناطق الخلفية، مع تقييد اللاعبين بالواجبات الدفاعية التي حدت بصورة كبيرة من قدرات منتخبنا وإمكاناته.
ولم يأت نجاح لانا السريع على مستوى النقلة التي ظهرت في شكل الأداء فقط، ولكن أيضاً في استكشافه السريع لقدرات اللاعبين، وقيامه بعملية تجديد واضحة على صفوف المنتخب، حيث يظهر جلياً أن أفكار المدرب قد تبلورت إلى حد بعيد، فيما يخص قدرة كل لاعب وطريقة استخدامه وفقاً للمهام التكتيكية الموكلة إليه.
ولم تغب السلبيات عن أداء منتخبنا في المباراتين المذكورتين، حيث ظهر واضحاً وجود خلل دفاعي كبير في أداء المنتخب ومعاناته في حالات استقبال اللعب وتطبيق الدفاع المنخفض، وهو ما يعني أن المدرب على أعتاب عمل جبار في هذا السياق.
ويعد وجود مساحة زمنية كافية أمام المدرب عاملاً مهماً في الاهتمام بالبوادر الإيجابية التي ظهرت، حيث إن مشاكل المنتخب مهيأة للإصلاح حال أتيح للجهاز الفني الوقت الكافي.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تكون الأحكام على أداء المنتخب وبصمة المدرب نهائية، بسبب تواضع مستوى بطولة الهند، ولكن بكل تأكيد فإن المشاركة القادمة لرجال كرتنا في كأس ملك تايلاند، خلال الشهر المقبل، ستعطي انطباعات أوضح عن عمل المدرب ومدى تطور أداء المنتخب تحت قيادته، نظراً لوجود منافسين أفضل، نوعاً ما، كما هو حال منتخبات طاجيكستان وتايلاند والفلبين التي ستشارك في الدورة المذكورة.