الثورة – ترجمة هبه علي:
اقترحت وزارة التجارة الأمريكية يوم الاثنين حظراً على البرمجيات والأجهزة التي طورتها الصين في المركبات المتصلة وذاتية القيادة، مما أثار رد فعل عنيف من قبل خبراء الاقتصاد والمراقبين.
وبحسب الإجراء، فإن “الوصول الخبيث” إلى نظام الاتصال بالمركبات ونظام القيادة الآلية قد يسمح “للخصوم” بالوصول إلى البيانات الأكثر حساسية وجمعها والتلاعب عن بعد بالسيارات على الطرق الأميركية، والخصوم في هذا السياق هم الصين وروسيا.
وقد أقرت إدارة بايدن بأن عدد المركبات الصينية أو الروسية الموجودة حالياً على الطرق الأمريكية قليل، لكنها أشارت إلى أنها تريد اتخاذ تدابير “استباقية”، مما يسلط الضوء على مخاوف الأمن القومي.
وقال جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد ومدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، لوكالة أنباء شينخوا: “أعتقد أن الحكومة الأميركية ربما تخطط لتثبيت نوع من البرمجيات الخبيثة في بعض الأنظمة المتصلة بالإنترنت. ولا يوجد أي دليل على أن الصين تفعل ذلك”.
وأشار ساكس أيضاً إلى أن الهدف الآخر هو الحماية التجارية، “لإلحاق الضرر بصادرات السيارات الكهربائية الصينية إلى الولايات المتحدة وأوروبا”.
وقال جاري كلايد هوفباور، وهو زميل أول غير مقيم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، لوكالة أنباء شينخوا إن القاعدة المقترحة تمثل خطوة عملاقة نحو فك الارتباط. وأضاف: “الولايات المتحدة لم تدخل بعد في حرب مع الصين، لكنها قطعت شوطاً طويلاً على طريق فك الارتباط”.
وأشار هوفباور، المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأميركية، إلى أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وعد في وقت سابق بأن تقتصر القيود الأميركية على التجارة المباشرة مع الصين على الحد من تدفق التكنولوجيات المتقدمة من خلال “ساحة صغيرة وسياج مرتفع”. وقال هوفباور: “لقد تحولت الساحة الصغيرة منذ ذلك الحين إلى مرعى كبير بدون سياج واضح”.
وأضاف هوفباور أنه إذا كانت القاعدة المقترحة الأخيرة ترسم المسار المستقبلي لحظر الاستيراد في الولايات المتحدة، دون مراعاة التكلفة التي قد يتحملها الاقتصاد الأميركي، فإن الأمر لن يكون سوى مسألة وقت قبل أن يصبح تخفيف المخاطر بمثابة فك الارتباط.
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز مكافحة التهديدات الصينية الحقيقية والمتصورة واحدة من القضايا القليلة التي حظيت بدعم الديمقراطيين والجمهوريين، على الرغم من أن “العديد من الخبراء في الشؤون الصينية يعتقدون أن الخوف من بكين قد ذهب بعيداً – وأنه يضر أيضاً بالمستهلكين الأميركيين”.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن شركات صناعة السيارات الأميركية “تواجه خطر التخلف” إذا لم تتمكن من الوصول إلى أحدث التقنيات، ووصفت الصين بأنها أكبر سوق للسيارات في العالم وتهيمن على إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
وقال ساكس “بدلاً من حظر التكنولوجيا الصينية، ينبغي للولايات المتحدة والصين اتخاذ خطوات تعاونية ودبلوماسية لضمان عدم تصرف أي طرف أو أي دولة أخرى بهذه الطريقة”.
المصدر- شينخوا