الثورة – دمشق – جاك وهبه:
تأتي الحكومة الجديدة في وقت دقيق تمر فيه البلاد بتحديات كبيرة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني، مما يجعل الأعباء الملقاة على عاتقها ضخمة، خاصة مع الأزمات المتفاقمة التي يعيشها السوريون.
في هذا الإطار، تتطلع الآمال إلى أن تكون الحكومة قادرة على تقديم حلول عملية وجادة للواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يشكل هماً يومياً للمواطن السوري، ولا تقتصر التحديات التي تواجهها الحكومة على تحسين الظروف المعيشية وضبط الأسواق فقط، بل تمتد لتشمل إصلاح المؤسسات، وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والدولة، وإعادة إعمار ما دمرته سنوات الحرب.
أولويات اقتصادية واجتماعية
أمام الحكومة الجديدة، يبرز ملف الاقتصاد كأحد أهم الملفات التي يتوجب التعامل معها بحرفية وسرعة، التضخم المستمر، انخفاض قيمة العملة الوطنية، وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، هي مشاكل يعاني منها المواطن السوري يومياً، ولهذا، فإن الأنظار تتجه نحو الوزراء المكلفين بملفات المالية والاقتصاد والتجارة الداخلية، الذين يُعول عليهم في ضبط الأسواق وحماية القدرة الشرائية للمواطن من خلال تحسين السياسات الاقتصادية وتعزيز برامج الدعم الاجتماعي.
الطاقة والكهرباء
ملف الطاقة، وتحديداً الكهرباء، يعتبر من القضايا الملحة التي ينتظر الشعب حلولاً عاجلة لها، انقطاعات الكهرباء المتكررة تؤثر سلباً على الإنتاج والحياة اليومية، مما يتطلب من وزير الكهرباء الدكتور سنجار طعمة، ووزير النفط والثروة المعدنية الدكتور فراس حسن قدور، اتخاذ خطوات جادة وسريعة لتحسين إمدادات الطاقة، وأن النجاح في هذا الملف سيخفف من معاناة الناس ويعيد الحيوية للحركة الاقتصادية في البلاد.
الاستقرار الأمني وإصلاح المؤسسات.
في مجال الأمن الداخلي، يحمل اللواء محمد خالد الرحمون مسؤولية الحفاظ على الاستقرار والأمان في سورية، الحفاظ على الأمن ضرورة قصوى في هذه المرحلة، ولكن إلى جانبه، ينتظر السوريون إصلاحات هيكلية داخل المؤسسات الحكومية، في هذا السياق، يعول الكثيرون على وزير التنمية الإدارية الدكتورة سلام سفاف لإصلاح وتحديث المؤسسات، بما يحقق الكفاءة في الأداء ويرتقي بالخدمات المقدمة للمواطن.
إعادة الإعمار
وبالنسبة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب تأتي كأحد أبرز التحديات أمام الحكومة.
وزير الأشغال العامة والإسكان الدكتور حمزة علي، يقع عليه عبء تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار وترميم البنية التحتية المتضررة، خاصة في المدن التي تعرضت للدمار، ويترافق هذا الملف مع أهمية تعزيز السياحة، والتي تمثل مورداً مهماً للاقتصاد السوري، كما يتطلب من وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني العمل على استغلال الموارد السياحية وتطويرها بما يحقق عائدات ملموسة.
التعليم والتربية
وفيما يتعلق بالتعليم، يواجه وزير التربية الدكتور محمد عامر المارديني، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام حسن تحديات كبيرة في تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج، فالتعليم يشكل أحد الأعمدة الأساسية لبناء مستقبل البلاد، ويجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة لضمان إعداد جيل قادر على المساهمة بفعالية في نهضة سورية بعد سنوات من الحرب.
رؤية شاملة للمستقبل
لا شك أن الحكومة الجديدة تواجه تطلعات كبيرة من الشعب السوري الذي يأمل في تحسين الأوضاع العامة، واستعادة الحياة الطبيعية، وستكون الأيام القادمة اختباراً حقيقياً لقدرة هذه الحكومة على مواجهة التحديات، ورسم رؤية مستقبلية تعيد لسورية استقرارها وازدهارها، في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة.
