الثورة _ ميساء العجي:
الطفولة هي البراءة وهي أجمل مراحل الحياة، وتبقى في ذاكرة الجميع، إن لم تدمر أو تؤذى وتصاب بالتشوهات.
كلنا يعلم أن المنزل هو الأمن والأمان لكل أفراد الأسرة، إلا أن الوضع بالنسبة لمروان كان مختلفاً جداً، كان هو المكان المخيف بالنسبة له وغير المحبب لطالما يتلقى فيه الضرب والتعنيف من أقرب المقربين له وهم أهله وإخوته من دون معرفة السبب هل لأن عمره صغير لا يتجاوز خمس سنوات، ففي كل مرة نراه تظهر عليه كدمات واحمرار وازرقاق في كل أنحاء جسده.
كذلك هيثم لم يكن بوضع أحسن منه كان يضرب، ويعاقب داخل منزله الذي من المفترض أن يشعر فيه بالأمان؟
حالات عدة منها ما يظهر للعلن ويعرف سببها، ومنها من تبقى مخبأة في زوايا وحيطان المنزل من دون أن تظهر، ولعل هذه الحالات تكون أصعب وأقسى على الطفل كونه لن يجد من يقدم العون ولا والمساعدة له، فيظل حزيناً محبطاً لا يعرف كيف يلعب مع أقرانه ولا يتجاوب معهم.
المرشدة النفسية هيام العمري تقول في هذا السياق لـ»الثورة»: إن المنزل هو مصدر الأمن والأمان والحماية لأي طفل، وقد يتحول ليصبح المكان الأكثر خطراً على هذا الطفل، فيتلقى فيه العنف والقسوة أكثر من الشارع، ونجد بعض الأهالي يعتمدون أسلوب العنف والعقوبات البدنية وسيلة مساعدة للتربية، فيكون الأمر أكثر صعوبة.
وتؤكد العمري أن المكان الذي يجب أن يعد مصدر الأمان والأمن لهم نجدهم يتعرضون فيه للعنف.. فالعديد من الأهل ونتيجة الضغوطات التي نعاني منها حالياً يعتمد أسلوب الضرب والتنكيل بأبنائه دون رحمة، معتبراً هذا أسلوب تربية صحيح، لافتة إلى أن غياب التشريعات الرادعة هو عامل يساعد في ازدياد العنف ضد الطفل الذي يأخذ أشكالاً عدة، منها اللفظي والنفسي والجسدي، وهذا الأخير الأكثر انتشاراً في البيوت من دون أن ننكر أن العنف النفسي له الأثر السلبي الأكبر، وسيتحول الطفل إلى طفل عدواني ومضطرب سلوكياً، ويميل إلى الانعزال والابتعاد عن الأطفال وعدم مخالطتهم، حتى إنه يرغب بالمراقبة من بعيد فقط.
ولفت إلى أنه تعد مسؤولية سلامة الطفل هي مسؤولية مشتركة وإلزامية على أطراف عديدة وهي الأسرة والمدرسة والمجتمع بجمعياته ومنظماته، ولا بد من تشريع قوانين ضد العنف الأسري وتفعيلها بالشكل الصحيح لتمنع الاعتداء على الطفل ليعيش حياة صحية سليمة تتمتع بوجود الضمان الصحي والنفسي والحياتي للطفل ليزهر في المكان الذي ينشأ فيه.