التهيؤ للوالدية.. مشاعر تمتزج فيها السعادة والقلق خبراء تربويون: توقعات الآباء عن المولود يؤذي شخصيته
الثورة _ رويدة سليمان:
يبدأ التخطيط لعدد الأولاد وأسمائهم وجنسهم قبل الزواج، وكثير من الأزواج يؤجلون الإنجاب لسنوات ريثما يتمكنوا من تأمين حياة كريمة للمولود الجديد، وبعضهم يرى من الأهمية والضرورة ترك مسافة زمنية بعد الزواج للتفاهم والانسجام قبل الإنجاب لما لذلك من انعكاس إيجابي على المولود جسدياً ونفسياً، من هنا يبدي أغلب الشباب المقبلين على الزواج تخوفهم من هذا الحدث الأسري لما يفرضه من مسؤوليات تثقل كاهلهم مادياً ومعنوياً، ما يتسبب بمشكلات وخلافات زوجية وتبقى الوالدية حلماً لكل الأزواج.
تؤكد التجارب الأبوية جهل أغلب الأزواج أساليب التعامل مع هذا الحدث الأسري، والسؤال عن دور الأب أو الأم غالباً ما يواجه بعلامة تعجب، وهذا ما يؤكد أهمية دورات تثقيفية تدريبية للشباب فيما يخص التهيؤ الجسدي والنفسي للوالدية، ولفت الانتباه إلى الصحة الإنجابية والتي تهدف إلى حياة أسرية آمنة ومستقرة ولا بأس من تضمين مناهجنا التربوي بعض المعرفة بأهمية دور الآباء في حياة أطفالهم وليس فقط منذ الولادة بل في مرحلة الحمل وخصوصاً الأب.
يؤكد اختصاصيون في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان لـ»الثورة» أن الوالدية من أهم الأدوار التي يؤديها الزوج والزوجة ومع ذلك فهو أقل الأدوار التي يستعد لها الإنسان ويتهيأ، وخصوصاً للمضامين الانفعالية، ومهما يكن من تخطيط للحمل أو عدمه أو رغبة أحدهما يجد الزوجان نفسيهما في حالة انفعالية متناقضة تمتزج فيها مشاعر السعادة والقلق، ومن الطبيعي الشعور ببعض الانفعالات غير السارة تجاه الحمل، ولاسيما إذا حدث في وقت غير مخطط له ولكن الضير هو تجاهل هذه العواطف وعدم السعي إلى تفهمها والمصارحة بها وتقبلها، وإخفاء هذه المشاعر قد يكون نواة خطيرة لنشوب خلافات زوجية ستنعكس سلباً على علاقة الأزواج ووليدهم المنتظر.
يطمئن الخبراء التربويون أن الأفكار والتساؤلات التي تراودك عن المولود ولاسيما الأول بصورة الولد الذي تتوقع أن يكونه، والثاني الذي تريده، هو أمر طبيعي ولكن ألا تعمل على جعلها حقائق ووضعها في قالب من التصورات عله يحقق لك توقعاتك وآمالك الشخصية.
ومما يزيد من خطورة الأمر، أن لا يكشف كل من الوالدين للآخر عن هذه التخيلات.
وأما الجلسات الأنثوية مع الأم الحامل وما تحمله من قصص مفرحة وأخرى ضارة وخرافات حمقاء عن مخاطر الولادة وغيرها، فهي أيضاً تدخل في إطار الواقع وقد يكون مصدر هذه المعلومات الأهل أو الأقارب ومعظمهم أصحاب نيات طيبة، ولكن على الأم الحامل التصرف وفق شعورها إزاء الحمل وتراقب حملها طبياً برفقة زوجها ومناقشته بمشاعرها، ولا تسمح لأحد بإشعارها أنها مريضة فمن الطبيعي أن تشعر بالتعب في بعض شهور الحمل، وأنها قادرة على العمل بحيوية في أوقات أخرى وعليها أن تعي أن قوة الإنجاب والحياة التي تحملها في ذاتها، يحترمها أفراد المجتمع ويتحرك الجميع لحماية الطفل المنتظر عن طريق حماية أمه، إذ يمكن أن تعفى من الأعمال القاسية وبعض التقاليد تؤكد ضرورة حمايتها من العين والحسد.