الثورة _ غصون سليمان:
تكثر الدعوات والنصائح سواء من قبل الأهل أم الأصدقاء أم من أصحاب الخبرة والمعرفة للتخلص من أشياء ضاغطة ترافق حياتنا، ما يستدعي تهميش واقع معين إن لم يجد معه الصبر نفعاً.
وهكذا بالتالي تتنقل النصيحة مدللة من فم إلى آخر ومن نفس إلى أخرى من دون معرفة إن كان صاحبها أو ناقلها قد طبق بعضاً منها على الأقل، ليكون التأثير ربما فعل فعله لناحية الأحاسيس والمشاعر.
في هذا الجانب تتداول الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي تحت عنوان «منقول» ولا يعرف من هو المصدر الأساس من الناس ممن توصلوا إلى هذه النصائح، وهل كانت ناتجة عن تجربة شخصية وخبرة في الحياة أم أنها نتيجة دراسات وأبحاث نفسية واجتماعية سبرت أغوار النفس البشرية عن طريق البعض؟
فعلى سبيل المثال -لا الحصر- يذكر المهتمون أن هناك اثني عشر قانوناً في علم النفس إذا فهمها الإنسان وبدأ بتطبيقها ستغير حياته باتجاهات إيجابية عديدة.
أولى هذه القوانين: هو قانون الراحة النفسية والذي يعني فيما يعنيه أن ينأى المرء بنفسه عن المشاحنات والمهاترات واللامبالاة وكلّ ماله علاقة بالطاقة السلبية لأن الانسحاب من الفوضى لا يقدر بثمن.
والقانون الثاني: هو «الذكاء العقلي» الذي ينطوي على التجاهل والخبرة بحقيقة الأشياء غير المفيدة بحيث يعيد كلّ شخص إلى حجمه الطبيعي مهما كان.
فيما الثالث :هو قانون الاستغناء الذي يحفزالنفس بالنظر والتفكير على أنه ليس كلّ ما نستغني عنه خسارة، فبعض الأمور ربما الاستغناء عنها تأتي ببداية أفضل وأنفع بكثير.
ويأتي قانون تطوير الذات الذي يسعى لإيجاد مكان للشخص في القمة ففي القاع هناك ازدحام شديد تضيع فيه معايير التميز.
أما قانون إثبات الذات حسب بنود علم النفس في هذا الجانب فإنه يدعو إلى ضرورة القيام بين حين وآخر بتحديث قوانين الشخص وتطوير أسلوبه حتى يصبح واضحاً ومميزاً لدى الجميع.
التميز والتحدي
فيما قانون التمييز في دراسات علم النفس.. فإنه يحفزنا على أن نبدع بالأسلوب ونحن في قمة الاسترخاء كي يقلدنا الجميع و تصبح ذا شأن في مرآة المجتمع.
أيضاً يشير علم النفس على أن قانون التحدي غايته أن يجد للمرء مكاناً بين الكبار، وبالتالي يعترفون به ويحملون له حساباً.
أما قانون إدارة الوقت، يدعونا لأن نكون كالسفينة التي تمشي بين الأمواج بالعلم والمعرفة لأنهما بوصلة النجاة.
وكذلك قانون الأهداف، الذي يصف حياة الإنسان من غير هدف، كجسد من غير روح، حيث الاثنان ليس لهما قيمة.
قانون الوعي
ولعل الأهم في هذا السياق هو قانون الوعي، الذي يخاطب المرء بعبارة إن لم تدرك أخطاءك فلن تتعلم الصواب.
في حين قانون التعلم شعاره «إن لم تتألم لن تتعلم»، فكم من حالة فشل أو إخفاق، نقلت صاحبها من حالة التشاؤم والحزن إلى حال من النشاط والاجتهاد والإبداع.
أما الجوهر في قانون التغيير الأخير في سلسلة الفوائد النفسية فإنها تؤكد على أنه إذا لم تتغير فأنت تخسر حياتك.
ما تقدّم يؤكد على أن الإنسان هو طبيب نفسه ومفتاح خيرها وشرها، سموها وعلوها فيما نشأ وتربى وتعلم واستفاد من تجارب الآخرين بحلوها ومرها.