الثورة – مها دياب:
لم يكن عادياً فجر السادس من تشرين 1973 يوم بدأت ساعة الصفر، والتي على الرغم من كل الجواسيس والعملاء وأسطورة التقدم الذي كان يتباهى فيها العدو الصهيوني بجيشه، إلا أنه كان في حالة صدمة وضياع مع بدء تحرك القوات العسكرية من الجبهتين السورية والمصرية في آن معاً، وصلت بسالة جنودهما إلى مواقع متقدمة وحققت الكثير من الانتصارات على أرض المعركة من استعادة للأراضي المحتلة في نكسة 1967، وكسر فكرة جيش العدو بأنه “لا يقهر” ولديه أسلحة وتكنولوجيا عصية على الجميع.
ولكن حكمة وقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد بما يمتلكه من حنكة عسكرية وسياسية وجيش عقائدي، أذلوا جنود العدو ودحروه وكبدوه الكثير من الخسائر على جميع المستويات السياسية والعسكرية والمادية والنفسية.
لطالما اعتبر الصهاينة أن حرب تشرين يوماً أسود في حياتهم، وفي كل مناسبة يعبرون عن عقدتهم من حرب تشرين التحرير والكرامة، الذي عرضهم للكثير من الخسائر وأفقدهم الثقة في أنفسهم وحتى ثقة الجميع بهم.
هذا اليوم لن ينسى أبداً وسيظل سيفاً يغرس في قلوب الصهاينة دائماً وأبداً، لن يشفوا منه ولن يتخطوه على مر التاريخ، بسبب غرورهم وعدم اعترافهم بقوة خصمهم وتصميمه على أخذ الثأر واستعادة أرضه.
لقد فشل الكيان الغاصب في توقع الحرب وساعة الصفر، وهذا يدل على أن كلامهم ودراساتهم عبارة عن تضليل على أرض الواقع وأن الحسم كان في أرض المعركة.
جميعنا يدرك كيف أكملت سورية أيام الكرامة والشموخ بحرب تضحية ونصر من جنودها البواسل الذين بالرغم من قلة عددهم في المواقع، إلا أنهم أعطوا العدو دروساً في حب الوطن والتضحية بأرواحهم من أجله لآخر رمق، وكبدوه الكثير من الخسائر العسكرية وتفوقوا على جنوده الذين باتوا يهربون من أرض المعركة خوفاً وذعراً، بسبب تعرضهم لصدمات عصبية ونفسية زعزعت ثقتهم بأنفسهم وبقيادتهم ولجوئهم للعلاج النفسي الطويل.
وبالرغم من تصريحاتهم على تعافيهم وتخطيهم المزعوم لحرب تشرين إلا أنه ومع كل أزمة وكل حرب يشنونها يظهر منسوب قهرهم من تصريحاتهم من خسارتهم المفجعة آنذاك وإلى اليوم تتوالى خسارتهم وتخيب آمالهم.. وبالتالي دائماً ما يستغلون الفرصة لهم للخراب والتدمير ودعم الفوضى والإرهاب في بلدنا وبلداننا العربية الأخرى لزعزعة أمن البلاد وقدراتها.
لكنهم ورغم كل محاولاته على جميع الأصعدة لم يستطع العدو الصهيوني تحقيق أهدافه الخبيثة وهو يحاول جهده سياسياً وإعلامياً وعسكرياً اليوم لزعزعة الوطن.. لكن الجيش العربي السوري البطل بدد أوهامهم..