القائد المؤسس عن حرب تشرين .. إنها أشبه بالأساطير

الثورة – فؤاد الوادي:
“إنها أشبه بالأساطير “.. لعل هذا الوصف الذي أطلقه القائد المؤسس حافظ الأسد على حرب تشرين التحريرية هو أدق وأصدق وأشمل وصف لهذه الحرب التي شكلت معجزة وأسطورة حقيقية صنعها وصاغها الجيش العربي السوري بدمائه وتضحياته وبطولاته.
لقد شكلت حرب تشرين التحريرية مرحلة فاصلة في تاريخ الأمة العربية، فالفعل العربي الذي كان منهكاً ما قبل حرب تشرين ليس كما بعدها، وكذلك بالنسبة للكيان الصهيوني فهو ما قبل حرب تشرين ليس كما بعدها، فقد طالت تداعيات ونتائج الانتصار التاريخي كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والاستراتيجية.
لقد كانت مرحلة ما بعد انتصار تشرين، مرحلة غنية بنتائج الانتصار التي لم تقتصر على المنطقة فحسب، بل تجاوزت الحدود لتصل إلى العالم بأسره، وهذا ما ضاعف من أهمية تلك النتائج لجهة زخمها وصياغتها لقواعد ومعادلات جديدة لاستراتيجيات الصراع مع العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة والأنظمة والدول الحليفة والشريكة لها.
على الداخل الإسرائيلي كانت نتائج انتصار تشرين كارثية على الكيان الصهيوني، وقد لخصها وزير الخارجية الفرنسي السابق ميشيل جوبير بقوله: «  لقد انتهى عصر ألف ليلة وليلة في إسرائيل، وعلينا أن نتعامل مع العرب بعد اليوم على أساس جديد».
لقد حققت حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد نتائج استراتيجية تجاوزت بتداعياتها وآثارها العالم العربي لتطال المشهد الدولي برمته، إلى درجة أنها أحدثت انقلاباً في فهم ومقاربة دول الاستعمار الكبرى للفعل العربي، وكانت نتائجها استثنائية إلى درجة أنها أعادت الحياة إلى الجسم والفعل العربي المشترك، وانتزعت زمام المبادرة من العدو الإسرائيلي وكان هذا لأول مرة في تاريخ العرب الحديث، فالقرار التاريخي الذي اتخذته سورية ومصر لخوض الحرب، كان القرار الأهم والأعلى شأناً، ليس في تاريخ العرب المعاصر فحسب، وإنما في تاريخ العالم المعاصر أيضاً، فالأمة العربية التي ما فتئت تتلقى الضربات منذ مطلع القرن العشرين، وعلى وجه التحديد منذ وعد بلفور 2 تشرين الثاني 1917، وحتى أوائل السبعينيات، تجدها تنهض من تحت الرماد وهي مصممة على استعادة أراضيها المحتلة، لتوجه للكيان الصهيوني ضربتين متزامنتين، واحدة على الجبهة السورية والثانية على الجبهة المصرية لتنبه الرأي العام العالمي إلى أن العرب هم أصحاب الحق والأرض.
من أهم نتائج حرب تشرين التحريرية التي سرعان ما ظهرت في الشارع العربي كحقيقة وواقع ملموس، هي تعزيز واستعادة قيمة وكرامة الإنسان العربي، ذلك أن اقتحام ودك حصون العدو الإسرائيلي بهذا الشكل البطولي قد برهن للعالم أجمع على أن إرادة الحق هي الأقوى وأن أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر هي «كذبة صهيونية كبرى» سوقتها “إسرائيل” لإرهاب العرب.
عن أهم ما قيل في وصف حرب تشرين وقدرة الجندي السوري على هزيمة العدو الصهيوني ما قاله القائد المؤسس حافظ الأسد عندما وصف إحدى صور الحرب بقوله :« تصوروا جبهة جبلية عرضها سبعون كيلو متراً وعمقها أقل من ذلك بكثير، يحتشد فيها ألفان وخمسمائة دبابة وآلاف المدافع وعشرات الألوف من الجنود المجهزين بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً، ابتداءً بالبندقية والرشاش، ومروراً بالقنابل المحرقة والمدمرة، وباصقات اللهب، وانتهاءً بمئات الطائرات القاذفة والمقاتلة وطائرات الهيلوكبتر التي كان لها الدور البارز في المعركة.. تصور قتالاً شرساً يدور في هذه الجبهة الضيقة ويستمر نهاراً وليلاً طوال أيام، وسط بركان يتفجر بكل أنواع الحمم، وتتساقط عليه حمم الطائرات، فلا يبقى شبر من الأرض بلا نار وحطام وضحايا، ولا فسحة من الفضاء، لا تغطيها طائرة مغيرة أو مجموعة قنابل في طريقها إلى الانفجار، ثم ينكشف ذلك كله عن أرض غُطيت كلها بالحديد والدم، هذه هي معركة الجولان التي خاضها الجيش العربي السوري وسجل فيها أروع ما في تاريخ الحروب، قديمها وحديثها من بطولات وتضحيات.. لا نتعدى الواقع إذا قلنا إنها أشبه بالأساطير».
أما على الصعيد العربي فقد أحدثت حرب تشرين التحريرية هزة عميقة في الوجدان العربي وعاد الذين فقدوا الثقة بأمتهم العربية في أعقاب حرب حزيران 1967 إلى جادة الأمل، وأيقنوا أن هذه الأمة مازالت قادرة على العطاء والنهوض واستعادة الحقوق، وكان من أهم النتائج التي حققتها حرب تشرين التحريرية على صعيد الأمة، هي تحرير الإرادة العربية وتخليص الشعب العربي من شوائب الضعف واليأس التي علقت به بعد حرب حزيران 1967، ونستذكر في هذا السياق ما قاله القائد المؤسس حافظ الأسد: لقد أعادت  حرب تشرين الثقة إلى الإنسان العربي وأعادت إليه اعتزازه بشخصه وأمته وارتباطه بأمسه ويومه وغده، وحلت عقدة الذنب والشعور بمرارة الهزيمة والتقصير، وأحيت في أعماقه الأمل والرجاء، وبعثت فيه القوة والجرأة، والقدرة على الصمود والتحدي والفعل».

ضمن هذا السياق أسست حرب تشرين التحريرية لفعل المقاومة على قاعدة( إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)، وهذا ما أثبتته الأيام والسنون انطلاقاً من أن العدو الصهيوني لايفهم إلا لغة القوة، وهو ما دأبت سورية على القيام به منذ ذلك الوقت وحافظت على العمل به بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وما سقوط المؤامرات والمخططات التي حاولت النيل من سورية وعزلها، إلا دليل على نجاح سياسة المقاومة وجعلها خياراً استراتيجياً سورياً.‌‏

آخر الأخبار
في أولى قراراتها .. وزارة الرياضة تستبعد مدرباً ولاعبتي كرة سلة تأجيل امتحانات الجامعة الافتراضية لمركز اللاذقية انقطاع الكهرباء في درعا.. ما السبب؟ درعا تشيّع شهداءها.. الاحتلال يتوعد باعتداءات جديدة ومجلس الأمن غائب هل تؤثر قرارات ترامب على سورية؟  ملك الأردن استقرار سوريا جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة 9 شهداء بالعدوان على درعا والاحتلال يهدد أهالي كويا دعت المجتمع الدولي لوقفها.. الخارجية: الاعتداءات الإسرائيلية محاولة لزعزعة استقرار سوريا معلوف لـ"الثورة": الحكومة الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح ديب لـ"الثورة": تفعيل تشاركية القطاع الخاص مع تطلعات الحكومة الجديدة  سوريا: الدعم الدولي لتشكيل الحكومة حافز قوي لمواصلة مسيرة الإصلاحات البدء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية المغذية لمحافظة درعا الوقوف على جاهزية مستشفى الجولان الوطني ومنظومة الإسعاف القضاء الفرنسي يدين لوبان بالاختلاس ويمنعها من الترشح للرئاسة الإنفاق والاستهلاك في الأعياد بين انتعاش مؤقت وتضخم قادم إصدار ليرة سورية جديدة، حاجة أم رفاه؟ من كنيسة سيدة دمشق.. هنا الجامع الأموي بيربوك من كييف: بوتين لايريد السلام ويراهن على عامل الوقت The New York Times: توغلات إسرائيل داخل سوريا ولبنان تنبئ باحتلال طويل الأمد الاحتلال يواصل خرق الاتفاق..غارة جديدة على الضاحية ولبنان يدين