خبراء إستراتيجيون: واشنطن وتل أبيب تركزان على عمليات هجومية مركبة تعتمد على التضليل والحرب الإعلامية
الثورة – المحرر السياسي:
كان الكيان الصهيوني، قبل الهجوم الإرهابي على إيران، يسعى لفرض سيناريو حرب على محور المقاومة، إلا أن ما تم تنفيذه على أرض الواقع كان مجرد عرض ضعيف لتدريبات استمرت 25 يوماً.
ويرى محللون إستراتيجيون أنه بمقارنة بسيطة بين عملية “الوعد الصادق 2” والعمل الإرهابي الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة توضح أن المناورات المتكررة التي ركزت على بعض نقاط قوة العدو، مثل تشغيل قاذفة B52 وتهديداته المتكررة بمهاجمة المراكز الاستراتيجية الإيرانية والتسريبات الاستخبارية والتنسيق العملياتي، كانت بعيدة كل البعد عما جرى فعلياً على أرض الواقع.
ويرون في الحقيقة أن المقاطع الترويجية التي عُرضت عن العملية تم الترويج لها منذ فترة طويلة، لكنها اختلفت بشكل كبير عن حقيقة التنفيذ، ما يثير تساؤلات جدية حول أسباب هذا التفاوت.
كانت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يسعيان لتنفيذ عملية استراتيجية ضد إيران، إلا أن الخيارات التكتيكية كانت الوحيدة المتاحة لهما في الهجوم الأخير، وكانت الولايات المتحدة تدرك جيداً أن الحرب الاستراتيجية ستؤدي إلى ردود فعل واسعة وعميقة من جانب إيران، ما سيجعل التنبؤ بالتحركات المستقبلية للبيت الأبيض، خاصة قبيل الانتخابات، أمراً شبه مستحيل، لذلك قررت الانسحاب في اللحظة الأخيرة.
في الوقت الذي أظهرت فيه إيران في عمليتي “الوعد الصادق 1 و 2” جزءاً من قدرتها أمام العدو، كانت العملية الصهيونية-الأمريكية مجرّد عرض لضعف قدراتهما، حتى أن المحافل الصهيونية الداخلية انتقدت هذا العمل، ووصفه شخصيات مثل “لابيد” بأنه مجرد “تكليف تكتيكي”.
في عملية “الوعد الصادق-1″، فرضت إيران إرادتها على المحور الإسرائيلي الغربي، وفي “الوعد الصادق-2” أثبتت ذلك، بينما رأينا أن الكيان الصهيوني لم ينجح سوى بتصعيد الصراع من خلال عملياته، وهو تصعيد سيؤدي إلى إنهاكه تدريجياً.
من الأمور المثيرة للاهتمام في الهجوم، أن الكيان الصهيوني حاول في الأسابيع الثلاثة الماضية إدخال تغييرات ملحوظة على أساليبه الدفاعية، لكن الدفاعات الإيرانية فاجأته وأثبتت الأنظمة الدفاعية المحلية فعاليتها بما يفوق تحليلات وكالة المخابرات المركزية (CIA) التي كانت تدعم الصهاينة في هذه المرحلة، ما يدل على التقدم الداخلي والتقني في إيران ونجحت الأنظمة المحلية للحرب الإلكترونية في التصدي للهجوم السيبراني (الحرب الإلكترونية) قبل بدء العملية.
حاولت الولايات المتحدة إدارة العملية بطريقة تمنع إيران من الانتقال إلى عملية “الوعد الصادق-3″، لأن العملية الثالثة ستكمل العمليات السابقة وستشل القدرات الاستراتيجية للعدو في حيفا وتل أبيب، لكن الرسائل الإيرانية بعد هذا العمل العدائي أكدت أن الجمهورية الإسلامية ما زالت تحتفظ بقوة الردع مع بقاء زمام المبادرة بيد محور المقاومة.
في الهجوم الأخير رغم الترويج لاستخدام 100 طائرة، إلا أن القدرات الجوية للكيان قد تضررت، وبعد الضرر الذي تعرضت له قاعدة الـ F-35 في نيفاتيم، لم يتمكن الكيان من إعادة بناء قدراته، مما دفع الولايات المتحدة إلى نقل طائرات F-16 لدعم القاعدة الجوية في “شبنغداهلم” بالمنطقة، وفي النهاية، لم يتبقَ للعدو سوى اللجوء إلى عمليات هجومية مركبة تعتمد على حرب إعلامية وتضخيم إعلامي للسيطرة على الرأي العام.