الثورة:
قدمت جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس مذكرة مفصلة تتضمن حقائق ودلائل إضافية على ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة.
وأوضحت الرئاسة الجنوب إفريقية في بيان نشرته على موقعها الرسمي أن المذكرة تحتوي على أدلة تظهر كيف انتهكت الحكومة الإسرائيلية اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال الترويج لتدمير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وقتلهم بمجموعة متنوعة من الأسلحة المدمرة .
وأضاف البيان الذي نقلته وكالة وفا أن الأدلة تشتمل أيضاً على حرمان “إسرائيل” الفلسطينيين من الوصول إلى المساعدات الإنسانية، والتسبب في ظروف معيشية تهدف إلى تدميرهم جسدياً، وتجاهل وتحدي العديد من التدابير المؤقتة التي اتخذتها العدل الدولية، واستخدام التجويع كسلاح حرب وتعزيز أهداف إخلاء غزة من خلال الموت الجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين.
وأكد البيان أن الأدلة ستظهر أن أساس أعمال الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال هو وجود النية لارتكاب هذه الإبادة، وكذلك عدم منعه التحريض على الإبادة الجماعية وعدم معاقبة أولئك الذين يحرضون على ارتكابها، ومنع الإبادة الجماعية نفسها.
وأشار إلى أن المذكرة تحتوي على أدلة مفصلة في أكثر من 750 صفحة، مدعومة بمعروضات صورية وملاحق تزيد عن 4000 صفحة.
وقالت الرئاسة الجنوب إفريقية إن هذه المذكرة بمثابة تذكير للمجتمع العالمي بضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني ووقف الكارثة، التي لم تكن لتحصل لولا فشل “إسرائيل” في الامتثال لالتزاماتها الدولية، رغم إجراءات وتدخلات العدل الدولية والعديد من هيئات الأمم المتحدة.
وأكدت أن الهدف الأساسي من الإجراء الذي اتخذته وانضمت إليه دول أخرى، هو وقف الإبادة الجماعية في فلسطين ، من خلال محاسبة “إسرائيل” في المؤسسات التي أنشأتها الأمم المتحدة لهذا الغرض, مشددة على أن منح “إسرائيل” حصانة غير مسبوقة لانتهاك القانون الدولي والأعراف وتمزيقها المستمر للقانون الدولي، عرض تلك المؤسسات للخطر.
وذكرت رئاسة جنوب إفريقيا بما جاء في خطاب الرئيس سيريل رامافوزا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، عندما قال: إن “عمل جنوب إفريقيا من خلال محكمة العدل الدولية كان محاولة لضمان تعبئة نفس التضامن العالمي الذي ساعد في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لإنهاء نظام الفصل العنصري الذي يعيشه الفلسطينيون، بما في ذلك إنهاء الإبادة الجماعية.”
وجددت جنوب إفريقيا دعوتها لوقف إطلاق النار الفوري في فلسطين ولبنان والمنطقة بأكملها، وقالت: لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي بينما يُقتل المدنيون الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال والعاملون في المستشفيات وفي مجال المساعدات الإنسانية والصحفيون.. هذا العالم لا يمكننا قبوله.”
وكانت جنوب إفريقيا رفعت في الـ 29 من كانون الأول 2023 أمام العدل الدولية، دعوى ضد الكيان الإسرائيلي لانتهاكه اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948 في عدوانه على قطاع غزة.
وأمرت المحكمة مطلع العام الجاري، الاحتلال باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، ورفضت في حكمها الطلب الإسرائيلي برفض الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا.