هشام اللحام
لا يختلف أحد على أن اتحاد كرة القدم الحالي هو الأسوأ بتاريخ الاتحادات المتعاقبة، ولاسيما في السنوات الأخيرة، طبعاً هناك من لا يعجبه هذا الكلام، وهؤلاء على الأرجح مستفيدون بطريقة أو بأخرى، ولهذا سنستعرض في السطور التالية شيئاً مما كان في عهد هذا الاتحاد المنتخب منذ أكثر من ثلاث سنوات..
منتخبات فاشلة
نبدأ من الآخر، وما حدث مع منتخبنا الكروي للناشئين، الذي هللوا له بعد الفوز ببطولة متواضعة هي بطولة غرب آسيا وكرّموه، ولم ينتظروا شهراً بعد غرب آسيا، حيث التصفيات الآسيوية، ليتبينوا حقيقة هذا المنتخب، فمنتخب الناشئين كغيره من المنتخبات الأخرى، توافرت له كل أسباب النجاح، من معسكرات كثيرة، ومباريات خارج القطر مع وقت طويل قبل الاستحقاقات، ولكنه فشل بعد أن تعرّض لثلاث خسارات، أقساها الأخيرة أمام منتخب هونغ كونغ المغمور، وبالطبع لا عجب، لأن هذا المنتخب وغيره، وكرة القدم عموماً، تُدار بعقليات لا علاقة لها باللعبة، وربما لا تعرف ماذا تفعل، والكل يعلم كيف تجري الانتخابات، وكيف يصبح أشخاص لم نسمع عنهم في كرتنا أعضاء في اتحاد اللعبة الشعبية الأولى!
وعندما تدار كرة القدم ( وبصراحة رياضتنا كلها) استناداً إلى المصالح والعلاقات الشخصية، وخاصة في اختيار وتعيين الكوادر الإدارية والفنية والإعلامية، وحتى في التعاقد مع مدربين أجانب، وانتقاء لاعبي المنتخبات، لابد من الوصول إلى هذه النتائج، والفشل يتكرر دون أي إحساس بالمسؤولية.
طبعاً منتخب الرجال، بدءاً من التعاقد مع كوبر منتهي الصلاحية، والإصرار عليه بعد كأس آسيا عليه ألف إشارة استفهام؟! والمنتخب الحالي مع لانا لا يسر أيضاً.
أما منتخب الشباب المتأهل لنهائيات آسيا فلا يجب أن نُخدع بالتأهل عن مجموعة سهلة جداً.
اللاعبون المغتربون
أمر آخر عليه الكثير من علامات الاستفهام، ألا وهو قصة اللاعبين المغتربين الذين لا ندري كيف جاءت الفكرة لتصبح هي الأساس في كرتنا، علماً أنه لا أحد يعرف كيف ومن يرشح أسماء غير معروفة؟! وهناك من يعمل على تلميعها، وقد ثبت أن معظم هذه الأسماء فشلت، ولم تتميز عن لاعبينا الموجودين في الدوري المحلي، فلماذا الإصرار على اللاعبين المغتربين طالما أنه ملف مكلف كثيراً والفائدة شبه معدومة؟!
دوري وملاعب مهملة
أخيراً وليس آخراً نتحدث عن الدوري الذي لا يلقى الاهتمام المطلوب، واتحاد اللعبة لا يتابع أمر الملاعب، وهي أساس في اللعبة، وأساس في تطور المستوى، والأداء الجيد وسلامة اللاعبين، وإهمال الدوري بكل فئاته أدى إلى تراجع المستوى العام، وتراجع مستوى الأندية، وخاصة المتوّجة والمشاركة في البطولات الخارجية، لنرى الفشل وقد انتقل إلى الأندية التي كانت تنافس قبل سنوات، وهذا ما جعل الاتحاد الآسيوي يضعنا في المسابقة الثالثة والأخيرة من مسابقاته.
الاستقالة تأخرت!
وبعد نقول: أما آن لهذا الاتحاد أن يخجل ويستقيل؟ أما آن الأوان للتغيير ووضع شروط وأسس لمن يدخلوا الانتخابات لنرى وجوهاً تملك الخبرة والإخلاص، وتريد فعلاً أن تعمل من أجل كرتنا، وليس للبروظة والاستفادة من وجودها إما معنوياً أو مادياً؟
الكرة في ملعب أولي الأمر ويجب اتخاذ قرارات عاجلة تنقذ كرتنا قبل فوات الأوان.