الثورة – ديب علي حسن:
على ما يبدو أننا في هذا الوطن العربي مغرمون باستيراد آخر الصرعات الإلكترونية والفيسبوكية وغيرها، حتى قبل أن نعرف ما لها وعليها على أرض التجربة.
بل إن الكثير من الجهات المعنية تزين الأمر وكأنه خلاص لنا من كل الآثام والشرور، وذهب بعضهم إلى القول: إن الله سخر لنا هؤلاء الغربيين لينجزوا لنا ما يريحنا، ونحن علينا أن نعيش (ملذاتنا).
فكان الانترنت الذاكرة الغبارية التي تمسح بكبسة زر، وقد جرى هذا مرات ومرات.
وليس هذا فقط بل قدمنا لهم كل بياناتنا على طبق من ذهب.
وثبتنا في كل مكان وركن ما يتجسس علينا والأمثلة كثيرة.
تركنا الكتاب الورقي.. الصحافة الورقية.
وجعلنا ذاكرتنا بيد من يريد أن يمحوها حتى من على الورق، فكيف وقد صارت عنده غبارية؟
في هذه العجالة أشير إلى جريدة الفطرة المهجرية التي كان يصدرها في المهجر محمود محمد سلوم.. المهجري السوري وهو من مواليد طرطوس قرية القصية.
يوم كان المهجريون يحملون الوطن والأمل، لاالحقد عليه، ولا الارتماء بأحضان الغرب.
في هذه الصفحة افتتاحية تتحدث عن ضرورة يقظة العرب الذين أنجزوا استقلالهم عن الدولة العثمانية وعدم الارتماء في أحضان الغرب.
(إنهم لن يستطيعوا أن يقولوا إنهم أعلنوا الثورة والحرب على هوا الدولة لأجل إيصال الأمة العربية هذه إلى الوصاية الأجنبية، لأنه لا يعقل أن تجاهد الأمة في حرب دانية لأجل أن يكون لها مركز في الوجود بأقل مما كانت فيه أي أقل من الاحتلال الذي يجب التخلص منه).
نعم ليكن الاستقلال ناجزاً لا تبعية لأحد، لا للغرب ولا للشرق، إنما للأمة ونهضتها.
– صورتان..
من الفطرة اخترنا لكم صورتين تعودان إلى يوم ٢٣ تشرين الأول سنة ١٩٢٣م ومن بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين، حيث كانت تصدر الجريدة.
الصورة الأولى: بدوي الجبل الشاعر السوري الشهير بين مجموعة من أعلام عصره.
الثانية: الثائر المغربي عبد الكريم الخطابي لحظة خروجه من المغرب إلى منفاه- جزيرة قرب مدغشقر.