الثورة – رشا سلوم:
تميز الشاعر ثائر زين الدين بالقدرة على تجاوز ما حققه في منجزه الشعري السابق.
ويعد في طليعة الشعراء الذين يرسمون ملامح تجربة خاصة بهم
مختارات من أعماله الشعرية صدرت حديثاً تحت عنوان: “في ما وراء الفجر”، تأليف: د.ثائر زين الدين.
«ودونكَ لا شيءَ يَشْغَلُ باليَ،
لا الوصلَ، لا الـهَجْرَ،
لا الخوفَ من لحظاتِ الفراقْ!
ودونَكَ ما عدتُ أخشى وشاتي،
وما عادَ يُرهقني الحاسدونَ
ولا زادَ همّيَ لومُ الرفاقْ.
ودونَكَ أصحو فراشةَ حقلٍ،
فأضحَكُ، أرقصُ، أشربُ إن شئتُ حتّى الغرقْ
وأقْرُضُ ما لَذَّ لي من كتابٍ
وأكتبُ حتّى يَملَّ الورقْ
وحين يُلامِسُ جَفني النُعاسُ
أغوص كفأسٍ بماءِ المنامِ
وأتركُ للعاشقينَ الأرقْ…
ودونَكَ ها آنذا مُثلَ طيرٍ يُحلِّقُ
ليسَ عليهِ وثاقْ
ودونكَ – يا حبُّ -تمضي حياتي
هدوءاً… سلاماً… وفاقْ
ولكنّها لا تُطاقْ!»
المختارات الشعرية “في ما وراء الفجر”، من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب 2024م، وتأتي في 454 صفحة من القطع الصغير.
– إبداع قصصي..
صدرت حديثاً المجموعة القصصية “للقندريس البرّي”، تأليف: محمد باقي محمد.
«وكما يرى نبيّ الوحي فجأة، فيجفل ويرتعد، رأى على نحو مُبهم موته الأكيد القادم ذات أمسية صيفيّة كمرثية حزينة!كانت عتمة الليل تبسط سطوتها على الكائنات، وتطمس ملامحها، وفي هدأة منه ارتفع صوت شجيّ لثَمِلٍ أخذَتْه حالة من النشوة والأسى الشفيف! وحده الليل كان شاهداً على الجسد الذي انقذف في الفضاء بكلّ ما أوتي من قوّة وحزن وغضب وحسرة، ليرتطم بالأرض الصلدة، لكنّ الفجر أخفى صوت الارتطام المكتوم تحت عباءته الفضيّة!».
المجموعة القصصية “للقندريس البرّي” من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب 2024م.