الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
مع تأسيس هويات بديلة ومجتمعات افتراضية واختراق التكنولوجيا لكل ما يخصنا…هل نجحنا في تكوين خطاب ثقافي يمكنه أن يجذب جيلاً كاملاً بات لا يفعل شيئاً بعيداً عن وسائل التواصل…؟
لا شك أن الهويات المحلية تعاني من تحد كبير يجعل من مسألة صمودها في مواجهة التأثيرات التكنولوجية مدعاة لإعادة النظر لتمتين المشتركات من عادات وثقافة ولغة وجغرافيا ومنظومة القيم…
لقد باتت تلك الشاشات التي يمسك المراهقون بها تزيح المشتركات التي تربينا عليها، لنعيش مع محددات جديدة للهوية تتعلق براهنية اللحظة، إن لم تتحرك مجتمعاتنا لتعيد ارتباط تلك الأجيال بهويتهم في عالم افتراضي تعاني فيه الهويات ما بين الأصالة ومرتكزات العصر الرقمي.
إن الإبقاء على المشترك وتقديمه ضمن أدوات جذابة يقع عاتقه على البعد الفكري والثقافي في مجتمعاتنا، فالارتباط بين هوياتنا المحلية والفكر وثيق، كلاهما يغذي الآخر، لكن دون بيئة مجتمعية تهيئ للاقتناع ولصلة وثيقة بين الفكر والهوية سنعاني من هم كبير يتعلق بتمكين هويتنا وخاصة بالنسبة للأجيال الشابة التي تشتغل جهات عديدة على تخريبها وتخريب ذائقتها وتنفيرها من انتمائها.
لعل أهم المرتكزات التي يمكن اعتمادها لفلسفتنا الفكرية تنبع من الانفتاح بثقة على مختلف الأفكار، فحين ننتمي ونقتنع ونعيش حالة مجتمعية لا تركن حينها نواجه أي ثقافة بتحد وثقة لأننا فعلاً نكون أنداداً لها.
العدد 1212 – 5 – 11 -2024