د. خلف المفتاح:
تبدو الانتخابات الأميركيةً الشغل الشاغل لوسائل الإعلام والرأي العام العالمي بحكم قوة تأثير وتصدير وسائل الإعلام الأمريكية وتأثير أميركا في المشهد الدولي بوصفها أكبر قوة عسكرية واقتصادية وإعلامية في العالم ومؤثرة في المشهد العالمي وأحداثه واستطالاته ولاستطلاعات الرأي العام المتعلقة بحظوظ المرشحين للرئاسة بمتابعات واسعة من المهتمين بالنتائج حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتظهر مراكز استطلاعات الرأي العام نتائج استبياناتها.
ولعل تقارب فرص المرشحين هاريس وترامب تجعل متابعة نتائج الاستطلاعات تحظى باهتمام أكبر ولجهة أنه لأميركا عالمها الخاص وصرعاتها في مجالات الحياة المختلفة من فن وطعام وشراب ولباس وموضة إلا أنه يبدو أن ثقافة الموضة والصرعات انتقلت إلى عالم الانتخابات واستطلاعات الرأي العام إذ يشير أستاذ التسويق وعلم النفس والأعصاب في جامعة بنسلفانيا مايكل بلات أنه أجرى بحثاً على قردة من نوع خاص (مكاك ريسوسي) يشير إلى أن الناس في حالة اتخاذ القرارات لا يكونون بالعقلية التي يتصورونها فشأنهم شأن من يتخذ قرارات غريزية عند مواجهة الخطر كالهرب أو القتال أو سحب اليد عند التعرض للحرارة.
ولكن أيضاً لديهم دماغ عقلاني يمكنه جمع وتحليل الأدلة وبين الباحث مايكل أن بعض القردة تشبه البشر من هذه الناحية ولديها حدس معرفي هائل كما الأطفال والبالغين في سن ما قبل المدرسة حيث يمكنها التنبؤ بنتائج الانتخابات بدقة بعد رؤية صور المرشحين للانتخابات وتكوين انطباعات سريعة عن المظهر الخارجي.
وبناء على ذلك لوحظ أن القردة (مكاك ريكوسي) تنظر لفترة أطول إلى المرشح الخاسر مقارنة بالفائز وهذا الانحياز في النظر تنبؤ ليس فقط بنتائج الانتخابات بل بنسبة الأصوات للمرشحين حيث كانت القردة تميل إلى النظر إلى المرشحين ذوي الخصائص الذكورية ولاسيما من لديهم بروز في الفك.
ويتابع بلات: عندما أظهرنا لقردة (مكاك ريسوسي) صوراً من أحدث التجمعات التي شارك فيها دونالد ترامب نظرت القردة لفترة أطول للمرشح الديمقراطي في المواجهة بين ترامب وهيلاري كلينتون آنذاك ونظرت لترامب بشكل أقل في المواجهة مع جو بايدن ونظرت نظرة لمدة متساوية تقريباً إلى ترامب في المواجهة مع كامالا هاريس وذلك يعني أنه مقارنة بين المرشحين الديمقراطيين الثلاثة كلينتون وبايدن وهاريس بناء على الخصائص البصرية فقط تنبأت القردة بأن كامالا هاريس لها أفضل فرصة للفوز في مواجهة دونالد ترامب وأشار بلات معقباً: “بالطبع الناخبون ليسوا قردة، لكن الغرائز الأساسية يمكن أن تشكل قراراتنا بشكل خفي”.. وهنا نختم بالقول: إنه في عالم الصرعات كما هو حال المجتمع الأمريكي تنطبق مقولة الجنون فنون!