الثورة – دمشق – مازن جلال خيربك:
على وقع حسم السباق الانتخابي في الولايات المتحدة والزخم الحاصل في الثقل النوعي للدولار نتيجة فوز القطاع المؤيد للاستثمار على حساب الادخار بالذهب، تراجعت أسعار المعدن النفيس متأثرة بتراجع سعر الأونصة في البورصات العالمية.
نتيجة حتمية
وفي حديث خاص لصحيفة الثورة، قال نقيب الصاغة غسان جزماتي: إن الأونصة تراجعت يوم أمس بمقدار 70 دولاراً مرة واحدة لتسجل سعر 2660 دولاراً، مبيناً أن المعطيات الواردة إلى النقابة من مجلس الذهب العالمي، ومن زملاء المهنة في الخارج تفيد بأن تراجع الأونصة جاء نتيجة الزخم الذي حصل عليه الدولار بعد حسم سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما يمثله الفائز من زخم للاستثمار بدلاً من توجهات غيره إلى التحوط بالذهب.
ضغط الدولار
جزماتي لفت إلى أن تراجع أسعار الذهب جاء إلى جانب الضغط من تعافي الدولار من ارتفاع عوائد السندات الأمريكية بعد ترقب لاجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والذي كان مقرراً سابقاً هذا الأسبوع، ولاسيما أن أسعار الذهب الذي يعتبر أداة تحوط ضد عدم الثقة نتيجة الظروف السياسية وعقابيلها وصولاً إلى العسكرية، تميل إلى تحقيق أداء جيد عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، ذلك كله بالتزامن مع عمليات جني الأرباح من مستثمري الذهب، وكذلك امتناع المستثمرين عن المجازفة قبل حسم الانتخابات الرئاسية الأميركية.
تذبذب متوقع
نقيب الصاغة بيّن أن تذبذب سعر الذهب يكون عادة نتيجة استمرار الأزمات القائمة على زخمها والتي سبّبت الارتفاع في سعر الأونصة حالياً، موضحاً أن الاستثمار المفضي إلى تقوية الدولار يكون في زمن السلم والاستقرار، ولا يكون في زمن الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار في المناطق الحيوية من العالم، ما يعني عودة الذهب إلى التذبذب بعد فترة ليست ببعيدة وفق المعطيات.
أداة ادخار واستثمار
أما بالنسبة لارتفاع أسعار الذهب خلال الأيام الماضية، فعزاه جزماتي إلى عدة عوامل يبرز منها بشكل رئيسي التقلبات الاقتصادية العالمية، والبحث عن ملاذ آمن للاستثمارات في ظل التوترات القائمة، بالتوازي مع الطلب المحلي والذي يلعب في حال تزايده (مهما كانت نسبة الزيادة ضئيلة) دوراً رئيسياً في دعم أسعار الذهب، ما يعزز من مكانة الذهب كأحد الأصول الثمينة في الأسواق المالية، وعلى المستوى الفردي، متوقعاً استمرار التذبذب لأسعار الذهب في الأيام المقبلة رغم انخفاضه حالياً، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية العالمية والتقلبات في الأسواق المالية.
الأسواق الداخلية
وعلى صعيد الاسواق المحلية، قال نقيب الصاغة: إن سعر الغرام يشهد تراجعاً سعرياً واضحاً على خلفية تراجع سعره عالمياً، مبيناً في هذا السياق أن سعر الغرام من عيار 21 قيراطاً سجل 1,130 مليون ليرة سورية، في حين سجل سعر الغرام من عيار 18 قيراطاً 968,5 ألف ليرة.
كما بلغ سعر الليرة الذهبية السورية 9,535 ملايين ليرة، لتسجل الأونصة الذهبية المحلية سعر 41,5 مليون ليرة.
وعلى ذات المنوال نسجت الليرات الذهبية الإنكليزية، حيث بلغ سعر ذات 22 قيراطاً منها 9,7 ملايين ليرة، في حين بلغ سعر الليرة الذهبية الإنكليزية من عيار 21 قيراطاً 9,595 ملايين ليرة سورية.