الثورة – همسة زغيب:
الممثل هو الشخص الوحيد الذي يخلق شخوصه على خشبة المسرح أما الجانب المدهش والمثير في الفنون المسرحية هو الاستمتاع الذي يمنحنا إياه الممثلون، وما يميزهم هو طبيعة حركتهم وتنقلهم على المسرح عن طريق التعبير الحركي المرن لإيصال المعلومات المطروحة بصورة واضحة وصادقة، معبرة عن أفكارهم بلغة الجسد سواء بالإيماءات أو بلغتهم المحكية السهلة، هذا ما تميزت به فرقة «مسرحجية» الفنية في مدينة شهبا في السويداء من خلال عرض مسرحي بعنوان “يا ترى” فكرة وإخراج ساري درويش، وسيناريو وحوار محمد أبو العز، وإشراف طليع بحصاص.
عرضت المسرحية على مسرح مدرسة الشهيد كمال مسعود في مدينة شهبا، وقدم المخرج فيها أسلوبه الفني، فحمل العمل أفكاراً ورؤى فنية جديدة إضافة إلى هموم أجيال كبيرة، تتعلق بدراسة الشباب وأحلامهم وطموحاتهم المستقبلية، وتناولت الوضع العام الذي يعيشه السوريون سواء في الداخل أم الخارج وتناولت معاناة الشعب الفلسطيني والحرب والترحيل والتهجير.
وفي حوار مع صحيفة الثورة أوضح الفنان التشكيلي والشاعر والكاتب المسرحي طليع بحصاص- وهو أحد مؤسسي الفرقة والمشرف العام على المسرحية، أن مسرحية “يا ترى” ليست مجرد حكاية على خشبة المسرح، بل مرآة تعكس واقعنا اليومي وتدفعنا للتأمل في دوافعنا وأحلامنا والغوص في أعماقنا، لنتحدى أنفسنا بحثاً عن الحقائق الخفية والغايات التي تعطي حياتنا معنى أجمل.
وأضاف بحصاص أن العرض شكل من أشكال الخروج عن حالة المسرح التقليدي، لأنه يحاكي الواقع والهموم الاجتماعية، ويهدف لدعم المواهب الشابة الجديدة للظهور أمام الجمهور وتوجيهها بالشكل السليم، والتعبير عن مشاكل فئة الشباب بطريقة صحيحة وملامسة همومهم.
المشاركون
شارك في العرض 25 موهبة من عمر 10 إلى 42 عاماً، وركز العرض على أطفال حلموا بالتمثيل من طفولتهم، ودرسوا التمثيل أكاديمياً مع كل التفاصيل التي مروا بها وخاصة الصعوبات التي واجهتهم، لافتاً إلى وجود تعاون بين أعضاء الفرقة الذين عملوا بروح الفريق سواء في تقديم أفكارهم التي تمت صياغتها وتوظيفها بخدمة العمل أم من ناحية الحركة والأداء ضمنه، أما نص مسرحية “يا ترى”، من أفكار أعضاء الفرقة، تمّت كتابته بروح وشغف مع الحرص من خلاله على ملامسة هموم كل شاب ومواقف الطفولة والمشاعر الجميلة التي عاشوها.
فقد كان العمل المسرحي مختلفاً عن كل الأعمال السابقة، لأن هذا العرض يتطلب دوراً كبيراً من الحركة والتنقل على خشبة المسرح، وإن التحضير لهذا الدور كان في مدة 3 أشهر عمل متواصلة، تضمنت التعامل مع النص من حيث التدريبات الجسدية، إضافة إلى الاطلاع على التجارب المسرحية المختلفة، لمواكبة المسرح العالمي لإيصال الأفكار.
توجيه الطاقات الشابة
ولفت إلى أنه يجب الاستفادة من الطاقات الشابة وتوجيهها بالشكل السليم، فقد شاهدنا شابات وشباباً مبدعين ومتألقين نجحوا في توظيف عناصر النص لإبراز العمل الإنساني ذي البعد التاريخي وفي تقديم صورة من صور الحياة بجميع مجالاتها المختلفة الإنسانية والاجتماعية والعلمية والثقافية والنفسية والجمالية لإيصال صورة مختصرة تعبر عن هذه الحالات وعن واقعنا على خشبة المسرح في عمل إبداعي بامتياز.
كما عبرَّ الحضور عن إعجابهم بالمسرحية التي تميزت بالفكرة التي طرحتها لكونها تلامس هموم الشباب وتحاكي الواقع ووجدان الشباب بأسلوب كوميدي.
فرقة “مسرحجية”
تأسست الفرقة عام 2020 على يد الفنانين طليع بحصاص وأسامة أبو جهجاه، وتضمّ حالياً أكثر من ثلاثين موهبة من اليافعين والشباب وشارك بالتمثيل وعرض اللوحات الفنية كل من الممثلين الذين تغنوا بمواهب فنية يافعة وشابة دربتها فرقة “مسرحجية” الفنية، جميعهم من المواهب الشابة واليافعة، استقطبتها فرقة “مسرحجية” الفنية ودربتها، وهذا ما أفسح المجال لهم لعرض إبداعاتهم وصقل إمكانياتهم وفتح آفاق مستقبلية أمامهم لترك بصمة في المسرح، الفنانين أعضاء الفرقة المسرحية هم: أسامة أبو جهجاه، محمد أبو العز، ساري درويش، لوتس أبو شاح، ليلاس أبو شاح، بانا لغصيني، جوري لحميدي، رغد لحميدي، رنيم الخطيب، سيرينا دانون، جولي علبة، فارس عزام، عمار لجغامي، لورين صالحة، ميلاد ذياب، ميس بو كرم، مريم أبو العز، سام مسعود، سام بحصاص، زينة دانون، سهر بو حسين، أريام صعب.