الثورة – دمشق – غصون سليمان:
استعداداً للدورة ٢٨ من عمر التنظيم النقابي تواصل نقابات عمال دمشق وريفها عقد مؤتمراتها الانتخابية في ظروف إيجابية تلائم آلية العمل النقابي.
عن أجواء العملية الانتخابية ودور الطبقة العاملة في تعزيز مقدرات الوطن، التقت “الثورة” رئيس اتحاد عمال دمشق وريفها عدنان الطوطو للوقوف على الحالة التفاعلية التي تقدمها الأجواء الانتخابية، وأشار إلى أن لكل نقابة محطة سنوية تراجع فيها مسيرة عملها، ومع انقضاء الدورة 27 أصبحنا على مشارف الدورة 28 والتي بدأت بعقد مؤتمراتها الانتخابية من السابع عشر من الشهر الفائت وتنتهي في الواحد والعشرين من الشهر الحالي، وتتم الانتخابات بسلاسة وموضوعية وحسب تعليمات الاتحاد العام لنقابات العمال والقيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والتي تتم بشفافية وموضوعية حسب القوانين والأنظمة النافذة، مؤكداً أن كل من يحصل على ثقة الإخوة العمال هو محل تقدير واحترام، متمنياً للنقابيين الذين تم تكليفهم بهذه المهمة الجديدة التوفيق والنجاح مع خالص الشكر والتقدير للذين يغادرون التنظيم النقابي بحكم نهاية الخدمة أو بسبب عدم ملائمة الشروط المطلوبة لخوض تجربة الانتخابات على ما قدموه خلال الفترات السابقة من جهد وتعب وتفانٍ.
وأضاف رئيس الاتحاد أن التنظيم النقابي اليوم بكل مفاصله ومستوياته يتمنى عودة بلدنا لما كانت عليه قبل الحرب الإجرامية، فالطبقة العاملة السورية كانت ولاتزال وستبقى الرديف الأول والحقيقي للجيش العربي السوري في تصديه لقوى الشر والعدوان، وتقديم كل مقومات الصمود لأبناء شعبنا ولهذه المؤسسة العسكرية التي نكن لها كل التقدير والاعتزاز، ولقائد هذا الجيش وعظيم هذه الأمة السيد الرئيس بشار الأسد الذي واجه مع شعبه وجيشه كل أنواع المخاطر بكل شجاعة ووطنية.
وقال الطوطو: إن العامل يدرك أنه يعمل بظروف صعبة أكانت بيئية ضاغطة أو معيشية على صعيد الرواتب والأجور نظراً لحالة التضخم التي حصلت وأرهقت كاهله، لأنه يعمل بأجر محدود ولا يستطيع تعويض ما ينقصه كباقي فئات الأعمال، والعامل في القطاع الخاص والقطاعات الحرة، يستطيع تعويض ورفع الأجر مقابل ما يحصل من تضخم.
– تخفيف الأعباء..
ونوّه رئيس الاتحاد بأنه من واجبنا كتنظيم نقابي أن نمثل هذه الطبقة الشريفة والوطنية من مجتمعنا ونخفف ما أمكن من أعبائها قدر المستطاع في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار والغلاء، ما أثقل كاهل الكثيرين في الآونة الأخيرة، خاصةً في السنوات الأربع الأخيرة، متمنياً على الحكومة الحالية تحسين الواقع المعيشي والإنتاجي، وخاصةً بعد لقاء رئيس مجلس الوزراء بأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال.
– تأهيل الصف الثاني..
وحول إجراءات التغيير في الانتخابات الحالية بيّن رئيس الاتحاد أن ضخ الدماء الجديدة في جسم التنظيم النقابي هو حالة صحية وضرورية، واتبع اتحاد عمال دمشق وريفها منذ بداية الدورة 27 خطة تأهيل الصف الثاني تجنباً لأي طارئ ينعكس سلباً على واقع النقابات مستقبلاً، فالكوادر النقابية لديها تراكم عمل جدي وحقيقي، وبالتالي يجب أن تبقى الجسور ممتدة بين الكوادر المؤهلة والجديدة في سياق العمل.
وأكد أن التنظيم النقابي بخير وله دور فاعل، بدليل الحجم الكبير للمتقدمين للترشح ما يدل على أن التنظيم موضع ثقة ليمثل شريحة واسعة من الإخوة العمال، وهذا ما عكسه ويعكسه الحضور في المؤتمرات وبكامل النصاب تقريباً ورغبتهم في الانضمام إلى المظلة النقابية.
الطوطو لفت أيضاً إلى أن التوجه خلال الدورة 27 لم يقتصر فقط على القطاع العام، وإنما شمل القطاع الخاص، إذ بلغ عدد المنتسبين للتنظيم النقابي 7000 عامل في كل عام، وهذا رقم لا بأس به، لكن يبقى الطموح أكبر من ذلك، لافتاً إلى أنه في المرحلة القادمة سيكون العمل منصباً على تعويض التقاعد والاستقالات والتسرب من القطاع العام، وسيكون الترميم من خلال القطاع الخاص، وستركز خطة المرحلة القادمة على استقطاب جميع العاملين في القطاع الخاص وبرغبة من أرباب العمال أنفسهم، ومن عمالهم بذات المستوى، لما وجوده من حيوية وفاعلية التنظيم النقابي القادر على حل مشكلات العمال حين تحصل في أي موقع عمل ولدى أي رب عمل.
وذكر في هذا السياق كيف أن رب عمل إحدى الشركات الخاصة لم يرض بانضمام عماله إلى التنظيم النقابي خلال أربع سنوات حتى حصلت لديه مشكلة معينة، فلجأ حينها إلى التنظيم النقابي بعد إضراب العمال، وحين تدخل التنظيم حصل العمال على زيادة الأجور، أدرك حينها أن التنظيم النقابي له كلمة مسموعة وقادر على حل المشكلات في القطاع الخاص، فطلب رب العمل وبرغبة منه الانضمام إلى التنظيم النقابي وتشكيل حتى لجنة نقابية لديه، ما يعني أن التنظيم يسير بالاتجاه الصحيح حسب توجيهات القيادة النقابية والسياسية وطموحات عمال الوطن- حسب رأي الطوطو.
– تعاون إيجابي..
وقدم الشكر لكل من قدم ويقدم الدعم والمؤازرة للإخوة العمال في المفاصل الإدارية والنقابية، مؤكداً في هذا السياق أن التعاون ما بين التنظيم النقابي والإدارات والمؤسسات العامة في الدولة كان على درجة عالية من الإيجابية خلال الدورة 27، فلا يوجد أي إشكالية مستعصية عن الحل، وأن المطالب كانت تلبى حسب الإمكانيات الموجودة، فالكل يعلم ما يملك صاحب القرار من مقدرات وإمكانيات مادية وكل يراعي هذا الموضوع.
– حس وطني..
رئيس الاتحاد أوضح في حديثه أن العامل في سورية يعمل بحسه الوطني وبدرجة عالية من الانتماء للوطن، فهو يعي أن لاشيئ أغلى منه، وبالمقابل هو يعي أيضاً أنه كما كنا في فترة الحرب العدوانية على بلدنا أشداء سوف نكون في مرحلة إعادة الإعمار والتي تحتاج إلى جهود جميع الأطراف، والقطاع الخاص هو قطاع حيوي وهام وشريك حقيقي في بناء الوطن ويجب أن يكون له دور إيجابي في المرحلة المقبلة.
– الجوانب الاجتماعية..
وعلى صعيد الجوانب الاجتماعية لفت رئيس الاتحاد إلى تعديل جميع صناديق المساعدة الاجتماعية لأكثر من مرة، وليس لمرة واحدة، بما يتناسب مع الدخول والتضخم، وأصبح لدى النقابات تقريباً حوالى عشرة أضعاف المستحقات، فمن كان يأخذ 50 ألفاً عام 2019 أصبح يأخذ اليوم ما بين 600-700 ألف نهاية الخدمة، وكذلك العمليات الجراحية وغيرها، بمعنى تم رفع جميع المستحقات من دون استثناء.
كما تم العمل على إنجاز مكتب المعاملات للإخوة العمال المتقاعدين، ودورات مجانية لأبناء العمال في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، وإقامة عدة معسكرات صيفية لأبناء العمال في الريف والمدينة والتي لاقت استحساناً كبيراً من الأهالي والجهات المعنية، إلى جانب الدورات المهنية العديدة والتي أصبحت تقام اليوم بناءً على مقترحات العمال أنفسهم، وذلك من خلال استبيان من العمال يحوي بحاجاتهم للدورات المناسبة لهم بهدف إيجاد فرصة عمل مناسبة لأبناء العمال، فمثلاً تم إقامة دورات في صيانة الجوالات، والمحاسبة “محاسبة الأمين” ودورات عدة لتعليم اللغة الانكليزية للمبتدئين والمتوسط وخريجي الجامعات بأعلى المستويات، كما تمت إقامة دورات عديدة مهنية في الخياطة وصناعة المنظفات والحلويات والتجميل.
وتكمن فائدة هذه الدورات- حسب رأي الطوطو- أن صاحبها بات يحمل شهادةً ويزاول المهنة بما يساعده على تحسين وضعه المادي، فنحن كاتحاد تدخلنا في أدق التفاصيل التي تفيد العامل في حياته، حتى أقمنا دورات خاصة بتركيب الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بالتعاون مع الجهات والمعاهد المتخصصة في المجالات المختلفة، إضافة إلى إقامة مركز تدريب مهني في مبنى الاتحاد بدل أن تذهب العاملات إلى المعامل والمصانع لمتابعة أي دورة ما يوفر الوقت والجهد والتعب في التنقل، ناهيك عن إقامة معارض عدة لمنتجات المرأة العاملة، موضحاً أن الاتحاد على استعداد دائم لتنفيذ أي مبادرة مفيدة تنعكس إيجاباً على العمال.