الثورة – دمشق – مريم إبراهيم وثراء محمد:
تحت شعار “استمع إلى المستقبل.. قف مع حقوق الأطفال”، يحتفل العالم هذا العام بيوم الطفل العالمي، تكريماً للطفولة والأطفال وتأكيداً على ضرورة تأمين كافة حقوقهم، وإتاحة الفرصة للمهتمين من الأشخاص والمؤسسات للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل للأطفال.
اهتمام بقضايا الأطفال
جامعة دمشق أولت اهتماماً كبيراً بقضايا الطفل والطفولة من الناحيــة النفســية والاجتماعية والثقافيــة والصحية عبر مناهجها وبرامجها الدراسية وأقسامها العلمية ومراكزها البحثية بإحداث أقسام متخصصة في كلية التربية، منها قسم تربية الطفل والذي يعد الكوادر التعليمية في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي ورفع مستوى كفاءة معلمي وزارة التربية وتقديم الاستشارات والتدريب العملي للجهات العامة والخاصة في مجالات إعداد المعلم وتدريبه والمشاركة الفعالة في جميع الأنشطة البحثية والثقافية والاجتماعية وخدمة المجتمع بما يتوافق مع معايير الجودة.
ويهتم قسم “رياض الأطفال” في الكلية بالتعليم النظامي والمفتوح بإعداد معلمات متخصصات في المجال التربوي لتنشئة طفل متميز تربوياً ونفسياً وصحياً من خلال تدريسه التربية الصحية والوجدانية الخاصة وتشريعات الطفولة والأنشطة الفنية والحركية والموسيقية والاجتماعية واللعب عند الأطفال ومسرح الطفل والعرائس وتقنيات التعليم وعلم النفس اللغوي الطفل والإعلام وتنمية المفاهيم العلمية والرياضية، ويساهم قسم التربية الخاصة بتأهيل الكوادر اللازمة للعمل في المجالات التربوية والنفسية وفي التخصصات النوعية المتصلة بالأطفال من ذوي الإعاقة الخاصة، للعمل في مراكز الرعاية الخاصة ومؤسسات الخدمة الاجتماعية ومراكز الإرشاد والتوجيه في التربية الخاص.
– منهج المونتيسوري..
وأحدثت الجامعة في تجمعاتها رياض أطفال خاصة بأطفال العاملين فيها لتأمين جو آمن ومنفتح للأطفال لينمو نمواً متوازناً واثقاً ويطلقوا طاقاتهم المختزنة من خلال اللعب والتعلم وتعزيز المهارات، وتنظم الكلية كل عام دورات تدريبية، وفق منهج المونتيسوري من الناحية النظرية والعملية لتشجيع الأطفال من خلال الحواس على الإبداع في المراحل المتقدمة من حياتهم، مستهدفةً تدريب وتأهيل المعلمات والطالبات قيد التخرج والمهتمات بمجال رياض الأطفال.
واهتمت الجامعة بالأبحاث العلمية المتعلقة بجوانب الطفولة من خلال نشر الدراسات والبحوث المتخصصة في المجالات التربوية المختلفة ورياض الأطفال بكافة فروعه التربوية والنفسية والطبية والفنية من خلال مجلاتها العلمية المتخصصة وتشجيع طلاب الدراسات العليا على إجراء بحوث علمية ذات صلة بالإشكاليات المتعلقة بواقع الطفل في المجتمع السوري ومن ضمنهم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يهتم قسم التربية الخاصة بدراسة الحالات التي ترتبط بالحالة الصحية والنفسية الخاصة لهؤلاء الأطفال.
– تعزيز صحة الأطفال..
وأصدرت الجامعة هذا العام المجلة العربية لطب الأسنان بهدف الارتقاء بالممارسة والتعليم والبحث العلمي الخاص بطب أسنان الأطفال لتعزيز صحتهم، وتطوير وسائل الوقاية والتشخيص والمعالجة السنية لهم ولاسيما للأطفال الذين يعانون من الأمراض العامة، كما تهتم المجلة بنشر الأبحاث السريرية لتقديم أهم الأدلة العلمية التي تمكن الباحثين من متابعة أبحاثهم والارتقاء بعلوم طب أسنان الأطفال.
وعملت الجامعة من منطلق حرصها على تعزيز العمل المؤسسي الموجه لخدمة الطفولة ببناء شراكات مع الجهات المعنية بحقوق الطفل الحكومية منها والأهلية والمنظمات الدولية وتعزيز آفاق التعاون مع مختلف المؤسسات المجتمعية عبر تقديم الاستشارات والأبحاث والمشاركة في المبادرات والنشاطات العلمية والاجتماعية والمحاضرات التوعية، في المجال النفسي والصحي، وأولت الجامعة اهتماماً خاصاً لموضوع زراعة الحلزون لدى الأطفال من خلال كلية العلوم الصحية التي ساهمت بشكل فاعل عبر أساتذتها وأختصاصيها وخبرائها في التأهيل السمعي بتنظيم العديد من الندوات والورشات العلمية بالتعاون مع المنظمة السورية للأطفال ذوي الإعاقة “آمال”، وإجراء العديد من العمليات في هذا المجال.
– مستشفى متخصص..
وتنفرد جامعة دمشق من بين الجامعات السورية بتخصيص مستشفى متخصص بالأطفال يقدم خدمات طبية متنوعة وبالمجان يتم فيه تدريب طلاب الطب والدراسات العليا والبورد العربي وتجرى فيه أبحاث نوعية في اختصاصات عديدة، وتحول إليه العمليات الصعبة والمعقدة والمختلطة من كل المحافظات السورية، إضافة إلى تنظيم العديد من الورشات والندوات والمحاضرات التي تعنى بمجال الطفولة.