المقاومة الفلسطينية تستهدف مقر قيادة للعدو في منطقة التوام.. عشرات الشهداء في اليوم الـ 415 للعدوان.. والاحتلال يجبر الآلاف على النزوح قسراً
الثورة-ناصر منذر:
تمعن قوات الاحتلال الإسرائيلي في جرائم الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء قطاع غزة لليوم الخامس عشر بعد الأربعمئة على التوالي، وسط نزوح عشرات الآلاف من شمال القطاع قسريا بفعل أوامر الاحتلال لهم بإخلاء منازلهم، فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار المشدد، والقصف المستمر، وشح الطعام، والدواء، وعدم توفر أي فرق إنقاذ، هذا في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية تصديها البطولي لقوات الاحتلال وتكبيدها المزيد من الخسائر على مختلف محاور التوغل في القطاع المنكوب.
وفي التفاصيل: أعلنت المقاومة الفلسطينية أن مقاتليها استهدفوا بقذائف الهاون مقر قيادة وسيطرة للعدو الإسرائيلي في منطقة التوام شمال مدينة غزة.
من جهة أخرى، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية وخيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ415 على القطاع إلى 44211 شهيدا و104567 جريحا.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر، أسفرت عن استشهاد 35 فلسطينيا، وإصابة 94 آخرين، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة النصيرات، كما استشهد شخص آخر في قصف الاحتلال تجمعا للفلسطينيين في خربة العدس بمحيط مدرسة العقاد شمال رفح، وأصيب عدد آخر في قصف الاحتلال المدفعي على نازحين في مخيم جباليا شمال القطاع.
كما استشهد طفلان وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال منزلاً في مخيم المغازي وسط القطاع، فيما استشهد 4 آخرون بينهم طفلتان شقيقتان، جراء قصف الاحتلال منزلاً في مخيم البريج وسط القطاع.
وفي سياق متصل، انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثماني شهيدين من منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة. فيما وأطلقت آليات الاحتلال الرصاص بشكل كثيف باتجاه شارع صلاح الدين، من دوار التحلية حتى منطقة معن شرق خان يونس، جنوب القطاع.
وبعد منتصف ليلة أمس، جدد الاحتلال الإسرائيلي استهدافه لمستشفى الشهيد كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، حيث قصف محطة الأكسجين الرئيسية، ما أدى إلى إصابة عدد من الكوادر الطبية بينهم مدير المشفى.
في الأثناء اضطر مئات الفلسطينيين إلى النزوح قسرا من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، باتجاه مناطق أخرى جنوب ووسط المدينة، عقب إصدار الاحتلال الإسرائيلي «أوامر إخلاء» جديدة وتهديدات باستهداف الحي بالقصف.
ونزحت عشرات العائلات من الحي، سيراً على الأقدام تاركين منازلهم أو ما تبقى منها، متجهين إلى مناطق جنوب ووسط مدينة غزة، حاملين على ظهورهم بعض الأمتعة والأغطية، وفقا لوسائل الإعلام الفلسطينية.
ويعتمد أهالي القطاع المحاصر على السير في تنقلاتهم، بسبب ندرة وسائل النقل والمواصلات، في ظل شح الوقود وتدمير الاحتلال الإسرائيلي لآلاف المركبات المدنية أثناء اجتياحاته البرية في مختلف المناطق.
إلى ذلك واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وجرائم الإبادة في محافظة شمال قطاع غزة لليوم الواحد والخمسين على التوالي، عبر تفجير المنازل والبنية التحتية، وحصار مشدد يمنع الدواء والطعام والمياه، لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوباً.
وذكرت وكالة وفا أن العدوان على محافظة الشمال خلف أكثر من ألفي شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى نزوح أكثر من نصف عدد سكانها البالغ نحو 200 ألف فلسطيني، وسط ظروف إنسانية كارثية وتدمير لأحياء سكنية كاملة.
وفي الأسابيع الأخيرة، أجبرت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح قسرا من محافظة الشمال إلى مدينة غزة، في مسعى الاحتلال لإقامة منطقة عازلة.
ويعاني حوالي 80 ألفا ممن تبقوا في منازلهم أو المباني التي نزحوا إليها داخل شمال غزة، من أوضاع مأساوية، جراء الغارات المكثفة ونيران الآليات والمسيرات الإسرائيلية.
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق القطاع جراء حصار الاحتلال المتواصل، ولاسيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.