الثورة – ناصر منذر:
منذ بدء العدوان على غزة، لا يزال أهالي القطاع المنكوب ضحية لمجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وضحية أيضا لازدواجية معايير دولية، وفشل دولي في احترام الإرادة الدولية الداعية لوقف حرب الإبادة الأمر الذي شجع الاحتلال على الاستمرار بعدوانه الوحشي، مخلفا المزيد من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 5 مجازر في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 48 شهيداً و201 جريح.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم 426 على القطاع ارتفع إلى 44580 شهيداً و105739 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 12 فلسطينيا استشهدوا وأصيب العشرات، اليوم الخميس، في قصف الاحتلال على شمال قطاع غزة، ومدينة رفح جنوبا.
وأفادت بأن طائرات الاحتلال المسيرة استهدفت خزانات المياه في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة. فيما قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا يؤوي نازحين خلف مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين على الأقل، وإصابة عدد آخر.
كما استهدفت طائرة مسيرة للاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في محيط مقبرة الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين. فيما استشهد اثنان آخران جراء قصف مسيّرة مجموعة من الفلسطينيين في خربة العدس شمال مدينة رفح.
يأتي ذلك في وقت استشهد فيه 3 فلسطينيين وأصيب عدد آخر في قصف الاحتلال منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. كما انتشلت طواقم الإنقاذ، جثامين 3 شهداء قضوا في قصف الاحتلال على حي الجنينة شرق مدينة رفح.
وأطلقت آليات الاحتلال نيرانها اتجاه محيط منطقة تل الهوى، ومنطقتي الميناء وأنصار بمدينة غزة، فيما أطلق الاحتلال بشكل متقطع نحو شرقي مخيم المغازي وسط القطاع، فيما أطلقت مروحيات الاحتلال نيرانها على وسط وشرقي مدينة رفح، وشرقي بلدة خزاعة والفخاري شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
سياسيا استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة لمعالجة الوضع الخطير في قطاع غزة، الليلة الماضية.
وأشار المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إلى استمرار الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين، بعد مرور 424 يوما، في انتهاك لكافة قواعد القانون الدولي وتجاوزا لكافة الخطوط الحمراء، مشددا على ضرورة وضع حد لإفلات “إسرائيل” من العقاب.
وتطرق منصور إلى هجوم “إسرائيل”، القوة القائمة بالاحتلال، على الأمم المتحدة، وأمينها العام وهيئاتها ووكالاتها، لاسيما الأونروا، والتي تعتبر العمود الفقري للاستجابة الإنسانية للوضع الكارثي في غزة، وشريان الحياة للاجئي فلسطين، مشيرا إلى اعتداءات “إسرائيل” على قوات حفظ السلام وميثاق وقرارات الأمم المتحدة.
وأكد انتهاك “إسرائيل” لكافة الأوامر المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية لمجابهة خطر الإبادة الجماعية، واستمرارها في ارتكاب جرائم فظيعة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يوميا مع مرور كل ثانية، داعيا جميع الدول إلى استخدام نفوذها لوضع حد لهذه المجازر التي ترتكبها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني، ووقف هذا العدوان على إنسانيتنا الجماعية، مشددا على أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط هو الطريقة الوحيدة لوقف هذه الإبادة الجماعية.
