الشاعر أنس الحجار لـ “الثورة”: دور المثقف اليوم التوعية للمساهمة في بناء وطن معافى

الثورة – فؤاد مسعد:
سيكون الشاعر أنس الحجار أحد المكرَّمين بجائزة القوافي ضمن مهرجان الشارقة للشعر العربي بدورته “21” التي تقام خلال الفترة الواقعة بين 6 و12 من الشهر الحالي، حيث يُكرّم عن قصيدته “جنون الماء” لسنة 2024.
والشاعر من مدينة حماة، له أربع مجموعات شعرية “دموع على الورق” 2015، ” سحر الأنوثة” 2018، “سِفْرُ الشأم” 2019، “رحى الذكريات” 2022، إضافة إلى مخطوط لايزال قيد الطباعة بعنوان “أرائك”.
– جنون الماء:
حول خصوصية قصيدة “جنون الماء” التي سيُكرَّم من خلالها في المهرجان، تحدث إلى صحيفة الثورة قائلاً: “هذه القصيدة بالتحديد قصيدة مختلفة بكينونتها لأنها طرقت موضوعاً حساساً جداً لم يطرقه أي شاعر من قبل، وهو تقمص شخصية الميت والتحدث بلسانه بعد أن فارق الحياة، والقصيدة ليست من المطولات إذ لا يمكن لأي إنسان على قيد الحياة أن يجزم بما سيحدث له بعد أن تفارق روحه جسده”.
ويتابع: “تتوقف الأحداث فيها بعد أن يتم الدفن ويغادر الناس المكان، وعلى الرغم من أنني تجرأت وخضت هذا البعد، إلا أنني لم أتخط أي خطوط حمراء في العقيدة الإسلامية، وبهذا أكون قد كسبت القراء كلهم من مختلف الأطياف”.
ويشير إلى أن فوز القصيدة بجائزة القوافي دليل أن الشارقة والمعنيين بالمشهد الشعري فيها وعلى رأسهم حاكم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي منصفون ومنطقيون، لايحابون، ويعطون كل ذي حق حقه، على عكس ما كان حاصلاً للشعراء الحقيقيين في زمن النظام المخلوع في سوريا.
وعن أهمية تكريم المبدع يؤكد أن تكريم “المبدعين الحقيقيين” واجب على المعنيين بالشأن الثقافي عموماً، وقد يأخذ هذا التكريم معنى التشجيع وربما يكون حافزاً للخطوات التالية عند المبدع، شرط ألا يتسلل الغرور إلى نفسه.. يقول: “فلنكرِّم مبدعينا وهم أحياء إذ لانفع لهم من التكريم وهم أموات”.
– سوريا الجديدة:
وفيما يتعلّق بدور المثقف اليوم في سوريا الجديدة، يقول: “يمتلك المثقف عيناً يرى فيها ما لايراه غير المثقف، فهو يستطيع أن يستشرف المستقبل، ولكن علينا الحرص بأن يكون هذا المثقف سويَ السريرة.. نقي المقصد.. وبعد ذلك يبدأ دوره، فدوره واجب حتمي عليه، ويتمثل في التوعية وإضاءة الجوانب المظلمة، وتسليط الضوء على السلبيات وإيصال الصوت لأصحاب الشأن ليكون مساهماً في بناء وطن معافى”.
وعن أهمية وقوف الشاعر إلى جانب قضايا وهموم أبناء وطنه، يقول: “فيما مضى إن وجِد شاعر في قبيلة عربية أقاموا الأعراس واحتفوا به، فهو مصدر فخر لهم، ودليل أن العرب يعرفون تماماً معنى أن يكون منهم شاعر، فالشاعر يعكس للعالم ما بداخل قومه من حزن وأسى وفرح وحبور، يُحَمِّلُ قصائدَه قضايا قومه وآمالهم وتطلعاتهم، وهنا يكون وقوف الشاعر إلى جانب وطنه وأبناء وطنه واجب وفرض، إذ لا يمكن أن ينسلخ الشاعر عن بيئته التي ولدته”.
– موقع الثقافة:
أين مكان الثقافة اليوم في سلّم الأولويات بما فيها من ألوان “الشعر، القصة، المسرح..”، هل هي حاجة أم ترف؟.. يجيب قائلاً: “بداية الثقافة هي حاجة وليست ترفاً، وبالرجوع إلى سلم الأولويات، لايمكن أن أتصور عندما يكون الإنسان جائعاً ظمآن أن يفكر بنوع الشراب أو نوع الطعام الذي سيتناوله، فالحاجة الأولى لديه هي سدِّ جوعه، ووطننا الآن سوريا في طور البناء وفي مرحلة إنشاء الدولة بمؤسساتها وكوادرها وهذه المؤسسات تعتبر البنية التحتية للثقافة بالعموم، وبعد ذلك يمكننا بناء الثقافة بكل ألوانها فوق قواعد متينة”.
ويتابع: “مكان الثقافة من شعر وقصة ومسرح في الوقت الراهن في مهج المبدعين، ينتظرون قراطيس المحبة والسلام والأمان، ليسطروا عليها جراحاتهم السابقة وآمالهم الحاضرة وأمنياتهم المستقبلية، وآمل أن يكون لي دور في هذه المسيرة التي ستكتب تاريخ سوريا الجديدة سوريا السلام”.
وحول تلمس أثر البيئة التي نشأ فيها عبر إنتاجه الشعري، خاصة أنه تغنى بمدينته حماة في الكثير من قصائده، يقول: “حماة، تلك المدينة المعجونة بالحسن، المترعة بالألم، المثقلة بالحب، المدينة التي حملت على كاهلها مبكراً عبء كرهها لنظام مجرم عشرات السنين، تارة تجدها حاضرة في قصيدة سياسية ترفض الظلم، وتارة أخرى تلمحها بقصيدة غزلية تتأبط الجمال، وأخرى في قصيدة مجتمعية تسلط الضوء على سلبية ما، وستجد حماة أيضاً في قصيدة دينية تحمل كل براءة ونقاء السريرة عندي، حماة ليست مدينة عادية بل هي مدينة استثنائية هي أم تحرض أطفالها على محبة اللون الأخضر وكراهية اللون الأحمر، حماة حاضرة في كل قصائدي”.
صحيفة – الثورة

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب