السوريون وقد كسروا سلاح الخوف

الثورة – ديب علي حسن:

الخوف سلاح الفتك الأكثر قدرة على القتل، والأكثر استعمالاً من قبل الأنظمة الدكتاتورية.. التي تعمل على زرعه في جهتين، جهة الداخل التي تقودها والخارج التي تحاربها، تعمل من أجل تحشيد الناس وجعلهم لا يفكرون إلا بحالهم والتوجه نحو العدو المفترض.
عندما انهار الاتحاد السوفييتي قال أحد مستشاري غورباتشوف لمندوب أميركي (لقد حرمناكم من أخطر سلاح تستخدمونه.. سأله: ما هو؟ فقال: العدو الخارجي الذي كنتم تخوفون به شعوبكم.. ابتسم الرجل وقال: لا عليك نجد عدواً جديداً).
وبالفعل عملوا على محاولة شيطنة الإسلام والمسلمين وتقديمهم على أنهم العدو الأول للعالم، وقد استطاعوا أن يحققوا بعض الأهداف في ذلك.
– كسر الخوف:
هنا علينا أن نعترف، بعد أن عشنا التجربة التي كان النظام يروج أنها الإرهاب، أنها الدمار، وشيطن كل من أعلن رفضه الظلم والقهر.
– ليلة سقط النظام وأوثانه:
كان كسر سلاح الخوف، هو الأكثر عبقرية، ذكرنا بما حدث يوم فتح مكة (اذهبوا أنتم الطلقاء.. ومن دخل داره فهو آمن).
نعم كان فتح مكة أول حدث يسجل عبقرية زرع الأمان في قلوب الناس.
– سورية المطمئنة:
لم تتكرر التجربة ولا الفكرة العبقرية بعدها أبداً في معظم الحروب، إلا العام الماضي، وتحديداً يوم تم اقتلاع باب الظلم والطغيان وعلى الرغم من كل ما جيشه النظام السابق وافتعله وضخ به من صور رعب وخوف، أراد بها أن يقول أنا ضمانة سوريا والموت قادم إليكم من بعدي.
على الرغم من أحابيل وأضاليل أربعة عشر عاماً لكن الحقيقة ظهرت بدقيقة واحدة.
شباب من عمر الورد يبتسمون للجميع ويرددون: نحن هنا لحمايتكم نحن معاً.. أنتم أهلنا..
– سورية للجميع:
تغيرت الوقائع والصورة على الأرض ليس بالإعلام فقط، إنما بالعمل بالحقيقة.
لم تتوقف دورة الحياة.. رغيف الخبز صار موفوراً.. وقود التدفئة وغير ذلك.
الأمان والبسمة والكل يظن نفسه بحلم، لكنه واقع وحقيقة.
إنها الرحمانية في التعامل والقدرة على السمو والتعالي.. لقد سمونا فوق الجراح وكسرنا حاجز الخوف، سلاح الفتك الذي سلطوه فوق رقابنا.
وهنا نشير إلى أن النظام كان تلميذاً نجيباً، بل متفوقاً على الغرب في صناعة الخوف.
ونقتبس من نعوم تشومسكي- اللغوي والمفكر الأميركي- في كتابه المهم (هيمنة الإعلام.. الإنجازات المذهلة للدعاية) ترجم الكتاب إبراهيم يحيى الشهابي وصدر عن دار الفكر في دمشق.
يقف عند محطات من تاريخ صناعة الخوف والدعاية المبكرة في الغرب وكانت في عهد إدارة الرئيس ويلسون الذي كان يطرح شعار “سلام دون انتصار”.. لأن الشعب الأميركي كان نزاعاً إلى السلام وكان لا يرى سبباً في التورط في حرب أوروبية.
وكانت إدارة ويلسون التزمت فعلاً بالحرب ولابد من دخولها، ولذا يجب تهيئة الشعب لها.
فأسست لجنة دعاية حكومية أطلق عليها اسم لجنة (كريل) نجحت في غضون ستة أشهر أن تقلب الشعب ذا النزعة إلى الهدوء باللا عنف إلى شعب هستيري يتاجر بالحرب ويروج لها ويريد تدمير كل شيء ألماني وتمزيق ألمانيا إرباً إرباً.
ويطالبون بدخول الحرب لإنقاذ العالم.. كان ذلك إنجازاً عظيماً للجنة قاد إلى إنجاز آخر لإثارة الخوف من الرعب الأحمر الهستيري، كما كان يسمى والذي نجح إلى حد كبير في تدمير الاتحادات والنقابات.
من بين الذين أسهموا بنشاط في ذلك (جون ديوي).. وكان من الذين يسمون أنفسهم المجتمع الأكثر ذكاء ومهمتهم توجيه تفكير معظم العالم نحو ما تريده دولهم.
وخلصت إلى القول: إن دعاية الدولة عندما تدعمها الطبقات المثقفة وعندما لا يسمح لها بالانصراف عنها تستطيع تحقيق نتائج كبيرة.. العمل جار بهذه القاعدة التي يطورونها باستمرار.. لقد زرع الإعلام الغربي الخوف في نفوس الجميع من انتفاضة الطلاب بوجه الكيان الصهيوني وانتظر حتى أدت أدواته دورها وهيأ الرأي العام ضدهم وكان ما جرى.
إنه أعلام التضليل ولكن يمارسه بتقنيات وذكاء ومع ذلك فهو عار ومكشوف.
الحقيقة التي يجب أن تقال إن الإعلام هو الآن ذروة العلوم وأشد أدوات الحرب فتكاً. سلاح لا يستطيع إدارته والعمل به إلا كل من يعمل ويطور أدواته ويعرف أساليب الحرب النفسية والاجتماعية.
سلاح ركناه المال والتقنيات وطلقاته الرسالة المعدة باحترافية عالية..)
شكراً لكل من كسر سلاح الخوف وآمن الناس في منازلهم وأعمالهم حيث أعمالهم.
سورية صنعت الأمان وتزرع دروب الغد وعداً وعملاً.
صحيفة – الثورة

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية