اليوم وبعد مرور نحو ٣٥ يوماً على سقوط النظام البائد، وانتصار ثورة الحرية، بدأت الخدمات تعود تدريجياً للعاصمة دمشق، وانطلقت ورشات المحافظة في جميع مديرياتها الخدمية لتبدأ بشكل فعلي مزاولة أعمالها في الصيانة والإصلاح وإعادة التأهيل.
فالملف الخدمي الذي وضع على طاولة المحافظ، ملف مثقل بالمشكلات والقضايا التي تراوح في مكانها منذ عشرات الأعوام بلا حل، نتيجة لواقع الفساد الذي استشرى في الجسم الخدمي للمحافظة، وإقصاء الكفاءات التي كانت قادرة على إيجاد الحلول المناسبة لما عانته وتعانيه العاصمة المأهولة والأقدم في تاريخ البشرية، وضرب بالأنظمة والقوانين عرض الحائط.
في حين كانت المحسوبيات والرشاوى والواسطة هي الطريق لتجاوز تلك القوانين والحصول على الامتيازات والمكاسب لثلة من الأشخاص والمتنفذين الذين أطلقت أيديهم فأوصلوا المدينة إلى ما هي عليه اليوم من واقع مترد على جميع الصعد.
الملف الخدمي يمتلئ اليوم بمشكلات عدة.. بدءاً من النقص الشديد في عدد العمال، وخاصة في مديريات النظافة والحدائق والصيانة، حتى أن أعمار الكثيرين منهم تجاوزت الخمسين عاماً، مروراً بقدم الآليات التي لم تعد تصلح حتى للسير في الشوارع وليس انتهاء بضرورة تحسين طبيعة العمل، وتأمين السلامة المهنية للعمال في المديريات الخدمية الذين عانوا غبناً كبيراً خلال سنوات حكم النظام البائد، وغيرها الكثير من القضايا التي لا يتسع ذكرها الآن.
التركة ثقيلة جداً.. والملفات كبيرة أمام محافظ دمشق، إلا أن هناك بوادر مبشرة جيدة بدأت تظهر من خلال العمل الدؤوب لتغيير الواقع الخدمي المزري في المدينة من خلال المباشرة بترتيب البيت الداخلي للمديريات، وإعادة تأهيل الحدائق والساحات والاهتمام بواقع النظافة.
هي ليست “لمسة ساحر” كما يقال، فالمشكلات كبيرة والإمكانيات لا تزال ضعيفة، لكن الطموح كبير بأن يعود لدمشق وجهها الحضاري المتألق وهويتها البصرية المتناسقة.
#صحيفة_الثورة
السابق