الثورة -حماة – زهور رمضان:
باتت أزمة المواصلات الخانقة في حماة معضلة تحتاج إلى حلول سريعة لأن جيوب الناس أفرغت، ولم تعد قادرة على تحمل الضغوط الكبيرة نتيجة غلاء أجور النقل من الأرياف إلى المدينة، أو ضمن المدينة ليصلوا إلى مراكز عملهم في حماة أو مصياف، وأن أغلب الموظفين حالياً لا يمتلكون سوى قوت يومهم، إما لسوء وضعهم المادي أو لعدم تمكنهم من قبض رواتبهم حتى تاريخه، فكيف لهم أن يلتزموا بعملهم وهم غير قادرين على سد مصاريف أجور النقل لهم ولأبنائهم في الجامعات والمدارس، وخاصة في ظل الظروف الراهنة والتي يتحكم بها سائقو وسائل النقل العامة الذين لم يتفقوا على تسعيرة موحدة.
غلاء أسعار المحروقات
اتخذ كل من السائقين لنفسه تسعيرة خاصة، متفقين جميعاً على ذريعة واحدة لعلها تنجيهم من اعتراض الركاب وهي غلاء أسعار المحروقات، إضافة لخلوه من النقاوة الكاملة الذي قد يتسبب بأذية محركات السيارات مما يضطرهم لإصلاح مركباتهم، وهذا ينعكس زيادة على أجور النقل، والتي تراوحت أسعار النقل من مصياف إلى حماة بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفاً بعد أن وصلت في الفترة السابقة إلى خمسة وعشرين ألف ليرة سورية، فيما تراوحت أسعار النقل من مصياف إلى حمص بين خمسة وعشرين وخمسة وثلاثين ألف ليرة سورية، هذا فضلاً عن تراوح أسعار النقل من الريف إلى القرى المجاورة أو إلى مصياف بين 5-7 آلاف، بعدما كانت 8-10 آلاف ليرة في حين تم تحديد تسعيرة النقل من مصياف إلى دمشق بخمسة وسبعين ألف ليرة، بعد أن كان يطلب السائق مئة ألف على الراكب.
تغيب الطلاب عن الامتحانات
الطالب الجامعي علي عباس بين لـ”الثورة” أن أجور النقل أرهقت والده الذي بات مشغولاً طيلة النهار وهو مهموم البال كيف سيؤمن أجور النقل له ولأخته التي تدرس في اللاذقية، أم لأخوته الذين يضطرون لركوب وسيلة نقل للوصول إلى مدارسهم في القرى المجاورة.
وأمل أن يتم حل هذه المشكلة قبل بدء الامتحانات النظرية في الجامعات لعل الطلاب يتمكنون من تقديم امتحاناتهم هذا العام، مشيراً إلى أن بعض الطلاب لم يتمكنوا من تقديم الامتحانات العملية بسبب غلاء أجور النقل.
اقتراض أجور النقل
وسيم محمود القاطن في مساكن الزاوي أكد أن أجور المواصلات باتت تتعبه مما اضطره إلى استدانة تكلفة النقل لإيصال ولديه إلى مدارسهم لتقديم الامتحانات، إذ تكلفه مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية من منزله إلى المحروسة التي تبعد عنهم مسافة 5 كم، ويدفع للآخر 30 ألف ليرة ذهاباً وإياباً لأنه يدرس في مدينة مصياف.
فيما اشتكى بعض المواطنين من غلاء أجور طلبات سيارات الأجرة والسيارات الخاصة التي تعمل على توصيل المضطرين والحالات الإسعافية التي يضطر فيها لاستئجار سيارات أجرة.
وذكر أحمد الخضر– موظف، أن تكلفة الكيلو متر واحد تتراوح بين عشرة إلى اثنا عشر ألف ليرة وسطياً، حيث تصل أجرة الطلب الواحد من قرية الزاوي إلى مصياف من 150-200 ألف ليرة، وتصل أجرة الطلب من دير ماما إلى مصياف من 100-125 ألف، بينما تبلغ تكلفة الأجرة ضمن مدينة مصياف من 25-35 ألف حسب المسافة.
بعد كل هذه المعاناة نأمل من الجهات المعنية بهذا الأمر أن تولي هذا الموضوع اهتماماً لعل المواطن يشعر بالاستقرار والراحة في ظل الظروف الراهنة التي يجب فيها أن نعمل يداً واحدة لبناء سوريا الجديدة.