الثورة – صالح حميدي:
الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد في عهد النظام المخلوع كانت أخضعت خدمة الإنترنت الثابت في السنوات الأخيرة للتقنين، أسوة بباقي احتياجات المجتمع الأخرى.
وأصدرت وقتها فرماناً تضمن آلية جديدة تحدد حاجة السوريين من خدمة الإنترنت شهرياً وتقننها بباقة محدودة لا تكفي في أحسن الأحوال مدة عشرة أيام.
وبحسب الآلية المذكورة حددت الهيئة حجم استهلاك خدمة ADSL بحسب السرعة متضمنة منح 30 غيغا بايت حجم استهلاك شهري للمشتركين بسرعة 512 كيلو بايت، و50 غيغا بايت لسرعة 1 ميغا بايت، وتتدرج وصولاً إلى 275 غيغا لسرعة 24 ميغا.
الهيئة في ذاك الوقت أرادت إضفاء صبغة الكرم على هذا الإجراء، وادعت أنه بعد تجاوز الاستخدام المحدد لكل سرعة لا يتم قطع الاتصال بالإنترنت ولكن يتم تخفيض سرعة البوابة ومن ثم ومع بداية الشهر الجديد تقوم بإعادة السرعة الأصلية، وهنا كانت الاتصالات في النظام المخلوع تدخل المواطن في دوامة شراء الباقات.
هذا التقنين والتضييق على حياة السوريين جعل المواطن يلجأ مضطراً كل خمسة أيام لشراء باقات انترنت من مزودي خدمة الإنترنت ADSL و FTTB و FTTH ليكملوا فيها باقي الشهر واضعين بذلك مختلف الأسر، وخاصة ممن لديهم طلاب وموظفين يعتمدون على الشبكة العنكبوتية، تحت ضغوط مادية هائلة.
هيئة الاتصالات كانت أشارت إلى أن تطبيق الآلية الجديدة سيشمل مشتركي الخط الثابت بما ينعكس تحسناً في السرعات وجودة الخدمة من دون أن يضطر أغلب المشتركين لدفع أي فروقات سعرية، إلا أن ما حصل بعد ذلك زيادة سوء في خدمة الانترنت ودفع فروقات سعرية كبيرة بعكس ما روجت له الاتصالات في وقته.
يذكر أن وزير الاتصالات وتقانة المعلومات المهندس حسين المصري وقبل يومين كان وصف الواقع الحالي للاتصالات في سوريا بغير المرضي ولا يتناسب مع التقنيات الحديثة قائلاً إن النظام المخلوع كان يُسخر قطاع الاتصالات وتقانة المعلومات لجمع الثروات لصالحه ولصالح رموزه.
المصري أوضح أن خدمة الإنترنت في سوريا تقدم عبر تقنية الـ ADSL والتي تعتمد على شبكة نحاسية قديمة عمرها أكثر من 20 عاماً بحاجة إلى ترميم أو استبدال لتقديم الإنترنت بسرعات جيدة تتناسب مع النهضة الحديثة.
المصري كشف عن إصدار تعميم ينص على ترخيص مزودي خدمات الاتصالات والإنترنت بهدف تنظيم قطاع الاتصالات وآلية تقديمها للخدمات ومنع إعادة تشكيل الشركات المحسوبة على النظام البائد.
فهل تتحرر خدمة الانترنت من قيودها السابقة.
#صحيفة_الثورة