كلوديا حسن:
افترشت البسطات الطرقات بطريقة مريبة في دمشق، وهو ثأر قديم بين النظام البائد والقائمين على هذه البسطات التي تغزو الساحات السورية اليوم.
تمر في سوق الشعلان التجاري وفي القصاع وباب توما لتجد بسطات بأشكال مختلفة، إما تفترش الطرقات والأرصفة، وإما تعتلي السيارات في مشهد لا نراه إلا في سوريـا، التي يتنفس فيها التاجر بحرية، والبائع متنوع البضاعة ومختلفة المصادر، وفي المقابل يختنق المواطن من فكرة (على كل ضرس لون، ولكن للأسف لا توجد أضراس).
مررت بشارع الشعلان ووجدت الألبسة والأحذية منتشرة في الشوارع بطريقة تعوق حركة المارة وتعانق هذه البضاعة بسطات غذائية مجهولة المصدر مع مشروبات غازية بأسعار منافسة، مصدرها تركي، ومستهلكها سوري، متهالك اقتصادياً، تسد رمق شوقه، ربما لتذوق ما حرم منه لسنوات، واقعاً ضحية لشح دخله سابقاً، وأسير الوضع الاقتصادي الحالي المترنح بين الأمل بالتحسن ووحشية الانتظار.
عندما كان شعار رأس النظام البائد (الأمل بالعمل) كان العمل هو سيد الموقف للموظف الفقير، والحكومة مشلولة، والأمل كان يبكي في زاوية القهر من الراتب القليل، قادم الأيام اقتصادياً، هو رهن السياسة التي تحكم واقع هذا البلد اليوم.
ترى هل سيتحسن الوضع الاقتصادي لجميع المواطنين في سوريا؟ سؤال مشروع في ظل قرارات يُتنظر تنفيذها من الحكومة الحالية، ويلبسها المواطن السوري على أمل الدفء القريب.
مشهد البسطات ليس حضارياً في ظل وجود أحياء تضج بالمحال التجارية الفخمة، والصورة بشكلها الواسع تضفي صبغة الفوضى وعدم الانضباط، لكن أصحاب هذه البسطات يعتاشون منها، وهذا مشروع، ولكن ألا تستطيع الحكومة الحالية اليوم أن تجمع هذه البسطات في مكان مخصص يحتويها بطريقة جمالية، بعيداً عن تشويه الشوارع الدمشقية المتخمة بالوجع نتيجة للفوضى التي تفرضها هذه البسطات.. سؤال برسم المعنيين.
والجواب برسم العمل المعشق بالأمل..