الثورة- هراير جوانيان:
يواصل ريال مدريد الإسباني، سلسلة نتائجه الإيجابية، في الآونة الأخيرة، بعدما حقق فوزاً كبيراً على نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي، في دوري أبطال أوروبا، ومن ثم على بلد الوليد في الليغا، بهاتريك الفرنسي كيليان مبابي، وهو الفوز الرابع على التوالي للملكي، الذي أكد فيه استعادته عافيته، بعد الهزيمة المذلة أمام الغريم برشلونة، في نهائي كأس السوبر الإسباني، وتقف ثلاثة عوامل وراء هذه العودة القوية.
صفعة نهائي السوبر
عاش لاعبو الريال مدريد ليلة صعبة في جدة، بعد الهزيمة المدوية أمام الغريم التقليدي برشلونة (٥-٢) في نهائي كأس السوبر الإسباني، وجرحت هذه النتيجة كبرياء الفريق الملكي، ووضعت اللاعبين أمام تحدٍّ كبير لاستعادة هيبتهم، والرد على الشكوك، التي أثيرت حول مستواهم، فضلاً عن إعادة الثقة إلى جماهيرهم، التي لم تتقبل الهزيمة بسهولة، ووجد المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، نفسه مضطراً إلى إجراء تغييرات جذرية كان يتجنبها سابقاً، خاصة في خط الدفاع، وشملت منح الثقة للمدافع الإسباني الشاب، راؤول أسينسيو، بالإضافة إلى إشراك الأوروغويّاني، فيديريكو فالفيردي، في مركز الظهير الأيمن، كما عدَّل أنشيلوتي خطط اللعب في بعض المباريات، وهو ما أثبت فاعليته، وجاءت سلسلة الانتصارات والمستويات المميزة، التي قدمها الفريق بعد خسارة السوبر، ردةَ فعلٍ قويةً من اللاعبين الذين أظهروا رغبتهم في استعادة مكانة الفريق وإرضاء جماهير الملكي، مؤكدين بذلك قدرتهم على تجاوز المحن والعودة إلى القمة.
تحرّر مبابي واستفاقة الهجوم
تشهد المرحلة الحالية عودة قوية للنجم الفرنسي، كيليان مبابي الذي اقترب من استعادة مستواه المميز، الذي أظهره خلال سنوات لعبه مع باريس سان جيرمان الفرنسي، ورغم الخسارة في السوبر، كان مبابي أفضل لاعب في صفوف الميرينغي، قبل إصابته، كما حرمته تقنية الفيديو من تسجيل أول هاتريك له هذا الموسم في مباراة لاس بالماس، ويبدو مبابي الآن أكثر راحة فوق أرضية الملعب، ويظهر استمتاعاً كبيراً باللعب، على عكس المباريات السابقة، التي ظهر فيها غير منسجم مع أجواء الليغا، وبدا متعجلاً لإثبات نفسه نجماً أولَ للفريق بعدما تمكن من تسجيل الهاتريك في مرمى بلد الوليد، الأمر ذاته ينطبق على زميليه البرازيليين، رودريغو وفينيسيوس جونيور، اللذين يقتربان تدريجياً من استعادة مستواهما المميز السابق، وقد أثبتت لغة الأرقام استفاقة الخط الأمامي للريال، بعد أن سجل الفريق (١٧) هدفاً في آخر أربع مباريات.
الانتعاش البدني في الإياب
كما هو الحال في المواسم الأخيرة، يشهد النصف الثاني من الموسم تحسناً بدنياً كبيراً في صفوف لاعبي ريال مدريد، ويعود هذا التحول إلى عمل المعد البدني الإيطالي، أنطونيو بينتوس الذي يضع برامج إعداد صيفية مكثفة تضمن للاعبين الاستمرار بحالة بدنية جيدة، حتى نهاية الموسم، لذلك يحتاج اللاعبون إلى تراكم المباريات، للوصول إلى قمة جاهزيتهم البدنية، وهو ما يظهر بوضوح مع مرور الوقت.
وتأتي هذه الانتفاضة في وقت حساس من الموسم، إذ يتصدر ريال مدريد ترتيب الدوري الإسباني، بفارق أربع نقاط عن الوصيف أتلتيكو مدريد، كما ضمن تأهله إلى الأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا، وما زال يحتفظ بآماله في المنافسة على كأس إسبانيا.