الثورة – فادية مجد:
رسم الخطاب الذي ألقاه الرئيس أحمد الشرع عقب مؤتمر انتصار الثورة السورية، خارطة طريق لملامح المرحلة المقبلة بكلام أثلج القلوب ودخل العقول وبعث الطمأنينة والأمل بغد مشرق يبنيه جميع السوريين على امتداد ساحة الوطن.
لتسليط الضوء وقراءة أبرز ما جاء في خطاب النصر تواصلت صحيفة الثورة مع عضو مجلس إدارة مركز العدالة للتحكيم والدراسات القانونية المحامي محمد غانم، بين أن الخطاب تضمن عدة رسائل داخلية وخارجية، أهمها أن هذه الثورة تحمل في طياتها العدل والرحمة والعزم على إعادة بناء سوريا وتطويرها، وكانت الرسالة الأكثر وضوحاً أولويات ملء فراغ السلطة، والحفاظ على السلم الأهلي وبناء مؤسسات الدولة باعتبارها تمثل شريان الحياة السياسية والاقتصادية السورية، وكان اللافت اعتماد مصطلح الاقتصاد التنموي الذي يدل على الاتجاه نحو نظام اقتصادي حر، وكل ذلك بعد إعادة مكانة سوريا الإقليمية والدولية، والتأكيد على أن سوريا هي بلد الحضارة والتاريخ، موضحاً في خطابه على أهمية التنوع الفكري والإنساني والديني الذي تتميز به سوريا من خلال فسيفساء حقيقية تشكل عنواناً للحقيقة لا يمكن تجاهله.
وأضاف غانم: وفي إضاءة واضحة على أخلاقيات الثورة ذكر الرئيس الشرع في خطاب النصر أن أخلاقيات الثورة لا تقبل الغرور، وأن النصر هو تكليف لا تشريف، وأن مهمة المنتصرين كبيرة وعميقة، منوهاً بأن الوقت الآن هو للعمل وليس للراحة، ليختم الرئيس الشرع خطاب النصر بتوجيه رسالة للجميع، مفادها أن سوريا قيمة بحد ذاتها وهي مدعاة للفخر، وأمانة بين أيدينا بالمحافظة على السلم الأهلي ومنع مظاهر الانتقام، وحفظ أمن الناس، باعتباره مقدّماً على كل اعتبار.
وهنا لا يسعنا إلا القول- والكلام لغانم: إن خطاب النصر هو قواعد عامة أخلاقية وقانونية وسياسية واجتماعية سيتم العمل عليها في إطار دستوري من خلال الإعلان الدستوري المزمع إعلانه قريباً.
