مهنة بلا تعب.. باحثة تنموية لـ”الثورة”: كي نمنع التسول علينا تأمين فرص عمل

الثورة – وعد ديب:

تعتبر ظاهرة التسول من أكثر الظواهر السلبية المؤذية لهوية المجتمعات وصورتها الحضارية، ولعلنا نراها بكثرة في المجتمعات النامية والمتخلفة والفقيرة، إضافة لوجودها في المجتمعات المتقدمة وبنسب أقل، لكنها موجودة ولا تخلو منها الصورة العامة هنا وهناك والتي تجلب معها نقمة وغضب المجتمع.


الباحثة في القضايا التنموية والاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان شعبان وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة عن انتشار ظاهرة التسول وطرق معالجتها قالت: لعل أسباب انتشار ظاهرة التسول تتجلى في الحاجة والفقر والجهل وفقدان الوعي والبطالة وعدم توفر فرص عمل تستوعب كل الفئات الاجتماعية، إضافة لعدم تطبيق العدالة الاجتماعية، والمعالجة الحقيقية لهذه الظاهرة وتلاشي الملاحقة القانونية لمن يحترفونها.
وتابعت: إذ أصبحت مهنة تجلب المال دون تعب لمن يقفون في الشوارع المكتظة وعند أبواب البنوك، ومكاتب الحوالات المالية والمطاعم والفنادق والمدارس والجامعات، وفي الأعياد والمناسبات الأخرى.. مهنة من مروا بظروف قاسية صعبة خانقة والذين حرموا من التعليم وتعلم مهنة تضمن لهم لقمة العيش.
فرض قوانين حكومية
وذكرت: لو أردنا التخفيف من هذه الظاهرة والآفة البغيضة ومعالجتها وإيجاد الطرق المثلى التي تضمن كرامة محترفيها والأطفال والعجزة المستغلين فيها والذين هم أداة وضحية تستخدم لتحريك المشاعر والعواطف لدى الناس.
فهناك الحلول المتنوعة التي نستطيع البدء بها- والكلام لشعبان- وهي فرض قوانين حكومية صارمة بالعقوبة لمن يمارس مهنة التسول، ويستغل البشر على اختلاف أعمارهم، فقد أُقر القانون بالعقوبة بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات مع غرامة مالية بين 25-50 ألف ليرة سورية، وبتزامن هذه القوانين مع الحلول المنطقية والواقعية والدراسة الواقعية لأسباب تزايد الظاهرة.
استثمار الطاقات
تقترح الخبيرة بالقضايا التنموية والاجتماعية وجوب تأمين فرص عمل واستثمار طاقات هؤلاء الأشخاص وحماية حقوقهم وخصوصاً العجزة وأصحاب الإعاقات والأطفال الأيتام.. وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً، وتعليمهم وتربيتهم واحتضانهم وتدريبهم على مهن وأعمال تتماشى مع أعمارهم ومقدراتهم العمرية والجسدية، فلن ننسى الأعداد المتزايدة نتيجة ما مررنا به من ظلم ومحسوبيات وتعد على الحقوق في زمن النظام البائد والحرب التي كانت سبباً حقيقياً لمشاكل اجتماعية متعددة منتشرة في حياتنا.
وأشارت إلى أن هناك نسبة لا بأس بها من هؤلاء الأشخاص ليسوا محتاجين مادياً وهم قادرون جسدياً على العمل بأي مهنة أخرى لكنهم اتجهوا لجلب المال بهذا الأسلوب هادرين كرامتهم ومتناسين وجودهم لأنهم شريحة كانت مهمشة اجتماعيا” موصوفة بالتسول والنظرة الدونية.
فالمؤسسات والجمعيات والمنظمات عملت وتعمل على المشاركة في وضع الحلول بالمساهمة بمعالجة التسول والآن مطلوب منها المتابعة إلى جانب الحكومة الجديدة المبشرة بالخير والطمأنينة والسلام وتأمين الحياة الكريمة لجميع شرائح وأفراد المجتمع، فالمسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً لنبني سوريا، ونعيد الحياة لمسارها الطبيعي ونعيش بصورة تليق بنا بعيداً عما يشوب الصورة الحضارية التي ننشد، وبالقضاء على هذه الظواهر ومثيلاتها التي تسيء للإنسان والإنسانية.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
"مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه