“Washington Post”: التقدم الاقتصادي في سوريا يتطلب دعم المجتمع الدولي ورفع العقوبات

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

بعد شهرين من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أصبحت بعض المنازل التي تتمتع بالكهرباء على مدار الساعة هي تلك التي تشترك في شبكة الكهرباء مع أجهزة الأمن سيئة السمعة التي كانت تدعم حكمه ذات يوم.
لقد تركت ثلاثة عشر عاماً من الحرب الأهلية الاقتصاد السوري في حالة خراب، والخدمات العامة في حالة يرثى لها، وفي بعض الحالات في حالة أسوأ مما كانت عليه قبل سقوط الأسد، فقد أوقف داعموه الإيرانيون إمدادات النفط التي كانت تسمح بإنتاج المزيد من الكهرباء، والآن، تُظلم أجزاء كبيرة من العاصمة عندما تغرب الشمس.
ويقول الخبراء إن الرئيس السوري أحمد الشرع  يواجه مهمة شاقة، فالحكومة المؤقتة الحالية تحتاج إلى زيادة إنتاج الطاقة بسرعة لتهدئة عامة الناس القلقين، ولكن خزائن الحكومة خاوية، ويتطلب التقدم الاقتصادي الدعم من العالم الخارجي، ولكن بدلاً من ذلك، يواجه خطر الاختناق بسبب العقوبات الغربية التي عزلت سوريا عن الاقتصاد العالمي، لقد رفعت واشنطن بعض العقوبات منذ سقوط الأسد، على أمل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ولكن القيود الكبيرة لا تزال مفروضة على القطاع المصرفي. ويقول خبراء العقوبات إن المؤسسات المالية والأفراد سوف يخشون التعامل مع السوريين حتى يتم رفع كل القيود.
يقول جهاد يازجي، مؤسس ورئيس تحرير “تقرير سوريا”، وهي نشرة إلكترونية تغطي الشؤون الاقتصادية السورية، إن استراتيجية الحكومة في الأمد القريب تتلخص ببساطة في البقاء على قيد الحياة، ويضيف: ” إن تأمين التمويل والطاقة، وإمدادات القمح: كل هذه الأمور سوف تكون بالغة الأهمية بالنسبة للحكومة لتجنب أزمة خطيرة في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة”.
وبعد شهرين من انهيار نظام الأسد، لا تزال مشاعر الارتياح واضحة في دمشق، فقد تم إزالة صور الرئيس المخلوع من الملصقات الدعائية في مختلف أنحاء المدينة، وتم إفراغ سجونه، وبات بوسع الأسر أخيراً أن تبحث علناً عن أحبائها المفقودين الذين كانت تخشى حتى مجرد ذكر اعتقالهم علناً، ولكن الضغوط على السوريين لا تزال شديدة للغاية، فخلال ثلاثة أسابيع من المقابلات في مدن دمشق وحلب وحماة، قال الجميع تقريباً: إن اهتمامهم الأساسي هو الاقتصاد.
وقد انكمش الاقتصاد السوري بنسبة 85 في المئة خلال الحرب الأهلية، وفقاً للبنك الدولي، حيث يعيش أكثر من 80 في المئة من السوريين الآن في فقر، قبل الحرب، كان سعر الليرة السورية 47 مقابل الدولار، وعشية انهيار النظام، كان السعر 14000 ليرة للدولار. على سبيل المثال، انخفض الراتب الشهري للطبيب إلى ما يعادل حوالي 25 دولاراً بالعملة المحلية، وهو ما يعادل كومة من الأوراق النقدية بسمك بوصات.
إن التحدي الأكبر الذي يواجه الشرع وحكومته المؤقتة يتمثل في كيفية التعامل مع القطاع العام المتضخم، ففي عهد النظام البائد، أدى سوء الإدارة والفساد إلى ظهور قوائم رواتب مكتظة بالموظفين الزائدين عن الحد، بل وحتى “الموظفين الأشباح”، الذين يتقاضون رواتبهم ولكنهم لا يعملون.
وقد وجد تقييم أولي أجرته الحكومة المؤقتة أن قائمة الرواتب تضمنت 300 ألف شخص ربما لم يقوموا بأي عمل.
ويقول خبراء اقتصاديون إن العقوبات، التي تستهدف جزئياً السلع الصناعية التي يمكن استخدامها لإلحاق الأذى بالمدنيين، منعت إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب، وتوليد الكهرباء، وتطوير البنية التحتية التي يعود تاريخها إلى عقود من الزمن.
وفي مسعى منها إلى اكتساب القبول الدولي، أعلنت الحكومة المؤقتة عن سلسلة من اللقاءات مع ممثلين أجانب، بدءاً من اجتماعات الرئيس الشرع مع مسؤولين غربيين في دمشق إلى رحلاته إلى المملكة العربية السعودية وتركيا الأسبوع الماضي.
المصدر- Washington Post

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية