الثورة – وعد ديب:
جرت العادة أن يقصد المواطن الأسواق لشراء ما يحتاجه من مستلزمات يومية، سواء من مواد غذائية واستهلاكية يومية أم تموينية تكون بمثابة الاحتياطي المنزلي لما قد يحتاجه لاحقاً، ويأتي كل ذلك ضمن ثقافة الاستهلاك التي يندرج تحت مفهومها الاحتياجات الضرورية، والرغبة في التسوق وضمان توفر المواد بشكل دائم.
حسب احتياجاتهم
تقول الباحثة في القضايا التنموية والاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان شعبان: بتنا نشاهد الكثيرين يتسوقون، وغالباً النسبة الأكبر منهم يكون التسوق بحسب احتياجاتهم وقدرتهم الشرائية، وخصوصاً خلال السنوات الأخيرة المتماشية مع الظرف الاقتصادي.
لفت الأنظار
وأشارت الدكتورة شعبان إلى أنه قد يكون التعود على استهلاك مواد ومنتجات معينة هو السبب في الشراء، وإن كان البعض ليسوا بحاجتها وإنما فقط تواجدها في المنزل وتكديسها.
من جانب آخر تشير الباحثة التنموية إلى أن هناك أفراداً يشكلون نسبة تكاد تكون 10% أو أقل من المجموع التعدادي للمواطنين، تلجأ للمولات والمحال والماركات الفاخرة لتشتري وبأسعار مرتفعة جداً، وتستعرض ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الأماكن، وهنا نصف ثقافة الاستهلاك رغبة في التفاخر والبهورة والاستعراض أمام الجميع للتقييم الأعمى، واللا منطقي من أشخاص مثلهم ليحصلوا على رتبة المكانة الاجتماعية الممتازة والمرموقة من دون الوعي والإحساس بظروف الناس المحتاجة والفقيرة.
تعودوا عليها
وتتابع: يعاكسهم في طرف آخر مجموعة لا بأس بها من المستهلكين الذين يتجهون للمحال و”الدكاكين” الشعبية البسيطة والعادية، وكذلك البسطات في الشوارع والتي أسعارها أقل وأخفض من غيرها، وقد تعودوا عليها، ولربما يستدينون منها شهرياً، وقد تنشأ علاقة ودية متبادلة بين الشاري والبائع وتبقى مستمرة ودائمة، أولاً بهدف الشراء والتوفير والاستدانة حسب الإمكانية المادية، وثانياً بهدف تقديم المنفعة لأصحابها ومساعدتهم لأنهم يسعون للعيش وكسب الحلال وبمواصفات جيدة للبضائع.
تكافل اجتماعي
وبرأي الدكتورة شعبان، هنا تكون ثقافة الاستهلاك موصوفة بعين العقل والمنطق والرحمة والمشاركة الاجتماعية، وصورة للتكافل الاجتماعي بين الأفراد، والتي تعطينا نموذجاً استهلاكياً دائماً ومستمراً، وبنسبة كبيرة تشمل معظم أفراد المجتمع.
#صحيفة_الثورة