“تريند” يقتحم عالم “السوشيال ميديا” مُظهراً أثرها لدى اليافعين

الثورة – فؤاد مسعد:

“تريند” فيلم روائي متوسط الطول دخل مرحلة العمليات الفنية مؤخراً وسيكون جاهزاً للعرض خلال فترة قريبة، وهو سيناريو وإخراج أيهم عرسان، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويتناول حياة اليافعين وأثر “السوشيال ميديا” عليها، معرجاً على موضوعات أخرى تلامس حياتهم، ولإلقاء مزيد من ضوء على الفيلم كان لنا هذا الحوار مع مخرجه.
المحور الأساسي
يشير المخرج عرسان إلى أن المحور الأساسي للفيلم يوحي به عنوانه “تريند” أو العلاقة مع “السوشيال ميديا”، هذه اللوثة الموجودة عند طيف واسع من الأطفال واليافعين الذين يرغبون أن يكونوا فاعلين في هذا المضمار لأهداف وأسباب يحكيها الفيلم، مؤكداً أن هناك قضايا أخرى يتناولها العمل من خلال مجموعة أصدقاء تختلف ظروفهم ومعطياتهم الاجتماعية، حيث يخلق التناقض فيما بينهم نوعاً من الصراعات والتباينات التي تؤدي لاحقاً إلى المحتوى الدرامي المُقدم.
يقول: “نتطرق أيضاً لقضية التنمر، إضافة إلى أهمية الصداقة وضرورة اختيار الأصدقاء، خاصة في مراحل من العمر تشكل منعطفاً في طريقة التفكير، فيتم تسليط الضوء على فكرة أهمية حسن اختيار الأصدقاء، وبالتالي هناك ثلاثة محاور للفيلم، هي: العلاقة مع “السوشيال ميديا” والتنمر والصداقة”.
الفيلم الرابع
هذا الفيلم الرابع للمخرج ضمن إطار سينما الطفل، حيث قدم سابقاً ثلاثة أفلام روائية قصيرة، وينتقل اليوم في فيلمه الرابع متوسط الطول الذي يمكن تصنيفه ضمن سينما الطفل أو سينما العائلة، إلى تناول شريحة عمرية نادراً ما كانت محوراً لعمل سينمائي لصعوبتها، عن ذلك يقول:
“تبدو الشريحة العمرية في (تريند) أكبر قليلاً من الشرائح العمرية التي تناولتها في أفلامي السابقة لأن هذا الفارق يبقى مهماً، فوعي الأطفال يختلف من سنة لأخرى، وبما أن القضايا التي يتناولها الفيلم تحتاج إلى عمر فيه وعي أعلى، فلجأت إلى هذا الخيار، الأمر الذي شكّل عبئاً أكبر، فمسألة البحث أثناء الكتابة والتحضير تصبح أصعب وأدق لأن عليك التفكير بالطريقة التي يفكر فيها هذا الجيل، واليوم أضافت التكنولوجيا ووسائل التواصل لوعيهم الكثير، ولكن في الوقت نفسه باتوا عرضة لمحيط واسع من المحتوى وطرق التلقي، وهي مسألة تجعلنا ضمن أمواج متلاطمة من الأفكار والتأثيرات المتنوعة، وهنا الرهان على وعيهم والوعي الأسري في وضع هذا الموضوع ضمن قنوات ايجابية كي لا يتعرضوا للآثار السلبية الناتجة عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.
السوشيال ميديا
وعن سؤال “إلى ماذا انتصرت في آلية تعاطي اليافعين مع السوشيال ميديا”، يؤكد أنه لا بد لأي فيلم موجه للأطفال أن يحمل رسالة، مشيراً إلى أنه قدم في “تريند” رسالة مُغلّفة بإطار درامي بعيد عن الوعظ والمباشرة، يقول: “قدمنا ذلك عبر قصة يتفاعل الطفل معها ومع الشخصيات فيها ويحاول أن يتماهى مع بعضها، وسعينا لأن يُظهر الفيلم زوايا وأماكن ربما تكون غائبة عنه. واقتصرت آلية التعاطي مع الموضوع على الاضاءة بشكل أكبر بحيث نترك له التفكير واستنتاج العبرة، وهذا ما أقوم به عادة في أفلامي فأجعله يتفاعل مع الفكرة ليصل إلى العبرة. والفيلم ليس إرشاديا وإنما درامياً يحمل قضايا وأفكارا”.

حالة التنمر
سبق أن قدم المخرج عرسان حالة التنمر في فيلمه “زاوية صعبة”، فما سبب تكرارها والتشديد عليها؟.. يجيب: “التنمر ظاهرة شائعة ولا يكفي فيلم واحد للإضاءة عليها، فهي تستحق الكثير من الأعمال لإظهار تأثيرها، سواء في شخصية المتُنمّر نفسه وإلى أين يمكن أن توصِل هذه الأمور شخصيته في المستقبل، أو الشخص المتنمر عليه أي الضحية، الذي تشكل له أذى يمكن أن يبقى العمر كله، أو يخلق لديه حالة من التماسك الخارجي عبر مساعدة الأهل والمحيط، والتماسك الداخلي عبر وقوفه في وجه التنمر ورفضه أن يُكسر”، ويشير إلى أن إعادة طرح القضية ليس له علاقة بفكرة “التكرار”، لأن هناك طيفا واسعا من التنمر ويمكن أن تُقدم أعمالاً مختلفة عنه.
وإن كان للفيلم السينمائي قوة تأثير على اليافعين توازي أو تفوق القوة التي تمتلكها “السوشيال ميديا”، يقول: “لست مع المقارنة بينهما، فهما عالمان مختلفان، ولكن السينما فن ساحر وتمتلك قوة التأثير، وأرى أن الحكاية لا تزال أكثر تأثيراً بالنسبة للأطفال، وأن هناك تأثيراً سينمائياً حتى على “السوشيال ميديا”، وعندما يكون هناك عمل درامي موجه للطفل بشكل صحيح سيكون قادراً على التفاعل معه. وليكون الفيلم قادراً على التأثير ينبغي أن تكون الحكاية جيدة ومشوقة، تجذبه ليتفاعل معها للنهاية”.
سوريا الجديدة

وحول فكرة أن فيلمه سيرى النور في سوريا الجديدة، يقول: “من الرائع أن الفيلم سيُعرض على الجمهور في سوريا الجديدة الحرة بعد عقود من الظلم والاستبداد، وكلي أمل أن يكون لهذه النوعية من الأفلام حضور جماهيري وفني في الفترات القادمة، لما لها من أهمية في التأثير على فئة الأطفال والناشئة وخاصة لجهة معالجة

قضاياهم وما عانوه خلال السنوات الماضية، تطلعاً إلى مستقبل أجمل وأرحب”.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
في أخطر سنوات عدوان النظام البائد على شعبنا.. هكذا زادت رسوم تراخيص البناء بنسبة 900% الدكتور الشرع يتفقد الخدمات في مستشفى اللاذقية توقعات بنمو اقتصاد المعرفة إلى 75% مع بداية 2025 أبناء الرقة يناقشون همومهم ورؤاهم مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني وفد قبرصي في دمشق.. نيقوسيا تبحث رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا الرئيس الشرع والسيد الشيباني يستقبلان وفدا قبرصيا رفيع المستوى بازار "ألوان سوريًة".. طباع لـ"الثورة": إقبال عربي ودولي و160 سيدة أعمال شاركن بالبازار دعماً لمستشفى درعا الوطني.. رجل الأعمال موفق قداح وأبناؤه يقدمون 200 ألف دولار تعاون مع  "أطباء من أجل حقوق الإنسان" لتعزيز الطب الشرعي انطلاق الجلسة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في السويداء تجمع أبناء الجولان المحتل بدرعا:  النظام البائد باع الجولان وهمش أهله ونقف مع إدارة سوريا الجديدة هل تستعيد حلب دورها الاقتصادي؟ الاحتلال الإسرائيلي يضع بوابة على مدخل المحمية الطبيعية في بلدة جباتا الخشب في الجولان غراندي: تعزيز جهود التعافي المبكرة في سوريا ضرورة لعودة اللاجئين سوريات يخلقن فرص عمل.. مشاريع منزلية بعضها يعود إلى 45 عاماً استجابة لما نشرته "الثورة".. نقل درعا تعيد دائرتها للصنمين مدرسو كلية الفنون الجميلة تجمعهم كلمة "سوريا" محمد المحاميد.. الشهيد الذي وُضع في ثلاجة الموتى حياً وكتب وصيته على جدرانها بدمه "الولاية القضائية العالمية وتوثيق وأرشفة الأدلة" بورشة متخصصة بدرعا صباح الوطن الجميل من بصرى التاريخ