الثورة – مها دياب:
يعاني العديد من ذوي الإعاقة من بعض الانحراف في القدرات الذهنية والجسمية والحركية والقدرات الحسية، وقدرات الاتصال والتواصل، الأمر الذي يجعلهم غير قادرين على التكيف مع المتطلبات المدرسية والحياتية، ويحتاجون إلى مساعدة ودعم الأهل إلى جانب خدمات تربوية خاصة لتطوير قدراتهم وتنمية تواصلهم مع المحيط، وربما يجعل هذا الأمر منهم أشخاصاً يمتلكون الكثير من العناد والعدوانية والتوتر وعدم القدرة على التواصل، وذلك حسب درجة الإعاقة، خاصة العقلية.
وبالتالي التدخل المبكر في حالاتهم يعتبر أمراً مهماً جداً لضمان تحقيق أقصى قدر من التحسين في حياة الطفل المعوق، كما يشمل عدة جوانب، منها: التقييم المبكر والتشخيص الصحيح لنوع الإعاقة ودرجتها، وتقديم العلاج والدعم اللازمة ولأسرته.
تقليل الآثار السلبية
ولمعرفة ماهية التدخل المبكر وأهميته، تحدثت الاختصاصية النفسية خلود صالح لـ”الثورة” عن دوره في تقليل الآثار السلبية للإعاقة على حياة الطفل المعوق وتعزيز قدراته ومهاراته المختلفة، بحيث يتضمن الجلسات العلاجية والتأهيلية المناسبة لنوع كل إعاقة، ويقوم بتوجيه الأسرة حول كيفية التعامل مع طفلهم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي له.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم بتعزيز الاتصال والتواصل بين الفرد المعوق ومجتمعه، وتوفير الفرص له للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية، ويمكن تحقيق تحسن كبير في حياته وزيادة فرص نموه وتطوره بشكل آمن وأفضل.
الأهداف بالنتائج
وأوضحت صالح أن الأهداف تتمثل بالنتائج المرجوة من البرنامج، ومدى تأثيرها على حياة الطفل من ذوي الإعاقة وأسرته من خلال إعداده ودمجه في الحياة المجتمعية، وتنمية قدرته على التعلم الفعال والمتناسب مع وضعه الصحي.
كذلك تقليل الأثر السلبي لجانب الصعوبة في النمو الكلي له، وبالتالي محاولة جعله يعتمد، ولو جزئياً على نفسه، وتنمية ثقته بنفسه والتأكيد على قدرته على اكتشاف مواهبه التي تجعل منه شخصاً مميزاً بين أقرانه.
ونوهت صالح بضرورة العمل على أن تدرك أسرته مدى وآثار الإعاقة وإتاحة المعلومات الكافية عنها وطريقة التعامل معها، وتقبلها، أيضاً تطبيق سياسات وقائية بهدف تقليل شدة مسببات الإعاقة للطفل وفق برامج موجهة بهدف الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية المتكاملة له خلال مراحل نموه المختلفة.
وأكدت في ختام حديثها على ضرورة إسراع الأهل بإخضاع طفلهم للتدخل المبكر بهدف التكيف والتعليم، حتى مع معرفتهم بأنه لن يعالج الاضطراب أو الإعاقة، إلا أنه سيساعد بشكل كبير في تحسين الوظائف وتأخير المضاعفات لها حتى لا تصبح الأعراض مشكلة كبيرة يصعب التعامل معها فيما بعد.