بعض الأفعال، مهما كانت صغيرة، تحتاج إلى صدى، لأن الصدى مقياس لمدى فعاليتها وجدواها.
بعضها لا يعني، بالضرورة، إنجازات.. مع أنها قد تكون محصلة لتحقيق شيء ما ولو كان على الصعيد (الفردي/ الشخصي).
وهذا (الفردي/ الشخصي) يتماهى، بالنسبة لها، مع إنجازات صغيرة.. ومتناهية في الصغر، لكنها تحقق لها شرط توازنها النفسي ونوعاً من رضا داخلي.
لا تنسجم كثيراً، والقناعات المجتمعية العامة التي تلمح إنجازات ملحوظة ومهمّة، مادياً: بالرُتب الاجتماعية والوضع الاقتصادي/ المالي.
لكنها لا تلغيها.. بل تلمح نوعاً آخر من إنجازات “نفسية” من النوع الذي يرفع معدّلات (التحدي) الذاتي بنظرها، كممارسة أفعال صغيرة إيجابية يومية.. كالضحك مثلاً بما يعنيه من طاقة دفع للاستمرار.
اعتبر فرويد الفكاهة/ الضحك من أرقى الإنجازات النفسية للإنسان..
بالنسبة لنا، نحن السوريين، غالباً ارتفعت معدلات إنجازاتنا النفسية.. وكأنها تناسبت طرداً مع سنوات الأزمة والحرب.. إن كان بتحسين عملة (اللامبالاة) أو عن طريق ابتكار مستويات عدة من السخرية، حتى في أكثر الظروف ألماً تطورت لدينا مقدرات الفكاهة والضحك.
من ألطف تفسيرات “الضحك” ما ذكره الفيلسوف “توماس هوبز”: (ما هو إلا اعتزازٌ ينشأ عن تصور مفاجئ لبعض الأهمية في أنفسنا مقارنةً بهشاشة الآخرين)..
كسوريين.. حققنا الكثير من إنجازات “نفسية” فضحت هشاشة المحيطين وسوء تقديراتهم.. وسلبيتهم.
#صحيفة_الثورة