حين تربي الأم أبناءها على الفضيلة والسلوك الحسن، وتعزز في نفوسهم روح المحبة، والأخوة، والتعاون، واحترام الآخرين، تكون قد ساهمت بتأسيس اللبنات الأولى لصلاح المجتمع في عمقه وبعده القيمي والأخلاقي.
فالأم والأسرة هي الخلية الأولى لبناء المعرفة، وهي الوطن الصغير الذي يصوغ فيه المرء ويبلور بمراحل نموه المختلفة، أولويات عيشه وتفكيره ووعيه وإدراكه، أكان سلباً أم إيجاباً تجاه متغيرات الواقع.
وشهدنا على مدى عقود طويلة دور المرأة السورية الأم، المربية، والعاملة، والمهندسة، والطبيبة، والمحامية، وغيرها مدى قدرتها في صناعة مجد مجتمعها ووطنها، لتكون السد المنيع وجدار الصد الأول، إذا ما حاول الآخرون اختراق جدار الطمأنينة وحرمات البيئة العامة، أو تنازع الأبناء فيما بينهم أو مع غيرهم من أبناء جلدتهم، ما يدفع بالمخاطر وقفزها إلى الواجهة.
السوريون صغاراً وكباراً، رجالاً، ونساء، نخباً وأفراداً، هم اليوم أحوج من أي وقت مضى على وجوب ردم جميع الفجوات التي أعاقت تقدم المجتمع، وترميم التصدعات على المستوى النفسي، والاجتماعي، والأمني والاقتصادي والثقافي.
الظروف الضاغطة والقاهرة تستدعي من الجميع استنفاراً كاملاً لجرعات الوعي لديها، إذ لاشيء يثمر أكثر من زراعة بذور الحب في قلوب صالحة ونفوس خصبة عمادها الأسرة والمجتمع والسيادة والوطنية.
#صحيفة_الثورة