الثورة:
نفى المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، صحة الأنباء التي تم تداولها مؤخراً حول صدور قرار بمنع إقامة المجالس الحسينية في منطقة السيدة زينب خلال شهر محرم، مؤكداً أن هذه المزاعم عارية تماماً عن الصحة ولا أساس لها.
ودعا المكتب الإعلامي المواطنين ووسائل الإعلام إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية، محذراً من الانسياق وراء الإشاعات والمعلومات المضللة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى إثارة البلبلة.
وفي السياق ذاته، أكد المكتب الإعلامي في وزارة الأوقاف، في تصريح، أن الوزارة لم تصدر أي قرار بإغلاق مقام السيدة زينب أو تقييد الأنشطة الدينية المرتبطة بشهر محرم، وأوضح أن المقام مفتوح أمام الزوار، وأن الشعائر الدينية والبرامج المرتبطة بهذه المناسبة تُقام بشكل طبيعي ودون أي تغيير.
و تداولت بعض الصفحات على منصات مثل “إكس” و”فيسبوك” مزاعم عن صدور قرار رئاسي يقضي بإغلاق المقام خلال شهر محرم، وادعت وجود تشديد أمني وعمليات مداهمة لبعض الحسينيات من قبل عناصر تابعة للحكومة السورية، وهي ادعاءات نفتها الجهات الرسمية بشكل قاطع.
وفي مقابل هذه الشائعات، نشرت مجموعات معنية بمتابعة أخبار مقام السيدة زينب على “فيسبوك” صوراً توثق إقامة الليلة الأولى من شهر محرم داخل المصلى التابع للمقام، في تأكيد عملي على أن الفعاليات الدينية تسير بشكل طبيعي.
يأتي تداول الإشاعات بشأن تقييد الشعائر الدينية في مقام السيدة زينب ضمن سياق حساس تعيشه سوريا، حيث تبقى القضايا الطائفية والدينية موضع توتر واستقطاب، سواء على الأرض أو في الخطاب الإعلامي.
يقع المقام في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، وهي منطقة ذات طابع ديني وثقافي خاص، وتُعتبر مركزاً رئيسياً للزوار من داخل سوريا وخارجها، خصوصاً من إيران والعراق ولبنان، وعلى الرغم من مكانته الدينية، تعرّضت المنطقة في فترات سابقة لاستهداف مباشر وهجمات مسلّحة، ما أدى إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حوله، وزيادة الحساسية تجاه أي تغيّر في طريقة تنظيم الشعائر الدينية فيه.
وفي ظل الحديث عن تحوّلات سياسية وأمنية في المشهد السوري، غالباً ما تُستغل مثل هذه المزاعم — سواء بإغلاق المقام أو تقييد المجالس الدينية — لإثارة مخاوف الجمهور أو تأجيج الانقسام الطائفي، سواء من قبل جهات مناوئة للسلطات أو من أطراف خارجية، ولهذا، فإن نفي الأخبار الأخيرة من قبل الرئاسة ووزارة الأوقاف يهدف إلى طمأنة الرأي العام، وقطع الطريق أمام الحملات الإعلامية التي تحاول تصوير المشهد بشكل مغاير للواقع.