فيصل علي:
الملاكمة رياضة الفن النبيل، ونبلها بأبطالها، ومن حماة مدينة أبي الفداء، يطل علينا بطل أولمبي، بتاريخ الرياضة والملاكمة السورية، ناصر الشامي، ثالث أولمبياد أثينا (2004) صاحب القبضة القوية، في حوار خاص لصحيفة(الثورة) تحدث لنا عن تجربته وبطولاته، وعن المعاناة التي تعرّض لها في زمن النظام البائد، وعن الرياضة السورية وسبل الارتقاء بها لنتابع.
مسيرة حافلة بالبطولات
بدأت لعبه الملاكمة في عام (1990) وكان عمري عشر سنوات، وأول بطولة أحرزتها كانت في فئة الأشبال، وأحرزت بها الميدالية الذهبية، كانت في عام (1993) وبقيت أحرز المركز الأول في عدة أوزان، إلى أن وصلت للمنتخب الوطني في عام (1998) وبقيت أحتل المركز الاول للرجال في وزن(91) كيلو غراماً، من عام (2000) إلى عام (2011) وهنا انتهت رحلتي في عالم البطولات بسبب الإصابة، هذا على المستوى المحلي، أما على المستوى الخارجي، فكنت بطل عرب للشباب مرتين، و لي برونزيتان في دورتين آسيويتين، واحدة في كوريا الجنوبية بوسان (2002) وواحدة في قطر الدوحة(2006) وذهبية الحزام الذهبي في رومانيا، وذهبية بطولة قبرص الدولية، وفضية بطولة الفجر في إيران، وذهبية في بطولة الأردن الدولية، وذهبية الدورة العربية في مصر (2007) وذهبية بطولة آسيا للتأهل الأولمبي في الفلبين (2004) وبرونزية أولمبياد أثينا (2004) والكثير من البطولات والدورات الخارجية.
حال الرياضة كان سيئاً
حال الرياضة السورية، في عهد هذا النظام البائد، كحال كل المؤسسات، يهيمن عليها النظام البعثي الفاسد، عهد ديكتاتوري لا يعرف شيئاً عن الإدارات ولا الفنيات، ولا أي شيء عن تطوير الرياضة، وليس لديهم الخبرة في صنع لاعب بطل، بل هم ينتظرون دائماً اللاعب الطفرة من أجل أن يتسلقوا عليه، ويسرقوا من خلاله أشياء كثيرة، الحالة كانت مبكية وصعبة، لقد تم إبعاد الكثير من الرياضيين، وهذا حال كل الرياضات، ليس فقط الملاكمة، وهذا ما شاهدته في عيني، وأنا عندما انشققت عن النظام البائد، انشققت بسبب أنهم يريدون مني أن أمشي على طريقهم ومنهجهم، وأقول وأكرر: كل من كان في الاتحاد الرياضي ليس له علاقة في الرياضة، لا إدارياً ولا فنياً، ولا هم من أهل الاختصاص، من أعلى الهرم إلى أسفله، هم فقط متسلقون سارقون، أما أهل الاختصاص والخبره واليد البيضاء، إما هاجروا وإما استبعدوا وإما سجنوا أو قتلوا.
سبيل الارتقاء برياضتنا
قبل كل شيء، علينا أن نطهر المؤسسة الرياضية من المتسلقين والدخيلين على الرياضة، وعلى الجميع أن يعلم أن المؤسسة الرياضية هي واجهة البلد، فعلينا أن نختار الأشخاص من الكفاءات والخبرة العالية، والكف النظيف، من أجل أن يكونوا في داخل هذه المؤسسة الرياضية التي سوف تكون نزيهة إن شاء الله تعالى، يعني الرجل المناسب بالمكان المناسب.
يجب تفعيل دور الأكاديميين والخبرات، ودعم شامل لجميع الرياضات، سواء كانت فردية أم جماعية، وتخصيص ميزانية عادلة لجميع الألعاب، ومنع التمييز في الرياضة على أي أساس، وفتح المجال للجميع للمنافسة الشريفة.
و العمل على تطوير الرياضة من خلال تعيين شخصيات نزيهة داخل وزارة الرياضة والشباب ( التي من المفترض استحداثها) لتعمل على تطوير الرياضة، وليس استغلالها، يعني نريد وزارة رياضية، ويجب أن يكون لدينا منشآت رياضية بمواصفات عالمية في كل الرياضات، وصحافة رياضية حقيقية، وصحفيين مختصين يتكلمون باسم الرياضة والرياضيين بكل مصداقية وأمانة، وطب رياضي بخبرة عالية، يكون معنا في كل مكان، ويجب تهذيب الجمهور الذي يتواجد في الملاعب والصالات، بدلاً من الجمهور الذي كان في عهد النظام البائد، يجب إبعاد التعصب الذي خرّب الروح الرياضية، فعندما يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، وقتها تكون لدينا رياضة حقيقية ناجحة.