الثورة – رسام محمد:
أخرجت المشروعات الصغيرة الكثير من العائلات من تحت خط الفقر والعوز إلى مستوى استطاعت فيه تأمين دخل مقبول ويصل إلى الجيد في كثير من الأحيان.. هنا برزت زراعة الفطر المحاري في طليعة هذه المشاريع لأسباب، منها: تكاليف الإنتاج المنخفضة وإمكانية زراعته في أي منزل، وبجهود ليست مضنية يكون المزارع قد أسس لعمل يقضي على البطالة لأفراد الأسرة ويوفر المال.
“الثورة” التقت مع مزارعين اختلفت تجربتهما في بعض التفاصيل، منها كمية الإنتاج للكيلو الواحد من المادة الأولية وطريقة التسويق، إلا أن الإجماع حول جدواه الاقتصادية وملاءمته لأصحاب الدخل المحدود.
أرباحه 400%
يقول المزارع غفار يوسف من محافظة اللاذقية: إنه بدأ مشروعه منذ 7 سنوات، وكان حينها كل 1 كيلو غرام من التبن (المادة الأولية) ينتج 1 كيلو من الفطر في الظروف العادية، أما في الظروف المثالية فيكون الإنتاج بين 1,200و 1,400 كيلو غرام.
وتصل تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الفطر من بذار وبادئات و”رولات” مع كل تكاليف العملية الإنتاجية إلى 6,500 ليرة سورية، في حين يتراوح سعره الكيلو في السوق مابين 35 إلى 45 ألفاً، وعليه تكون أرباحه 8 أضعاف التكلفة أي ما يعادل بين 400و 500 %.
أكبر منشأة
توسع يوسف في مشروعه إلى أن أصبح خبيرا ولديه أكبر منشأة على مستوى البلد لإنتاج هذه المادة في منطقة القدموس، ولأن الإنتاج كان كبيراً ظهرت مشكلة التسويق والتي أدت إلى خسائر مالية بمئات الملايين، ويرجع الأسباب إلى ضعف ثقافة المستهلك بفوائد الفطر المحاري وسوء الحالة المادية عند الناس في المرحلة السابقة.
كما أن مدة صلاحية هذا النوع من الفطر لا تتجاوز الـ 3 أيام صيفاً، وبعدها تتغير خواصه، ومع انقطاع الكهرباء الطويل مما يجعل حفظه أمراً مكلفاً، ولذلك فهو مثالي فقط للزراعات الصغيرة.
تجفيف الفطر
ويشير إلى أن الخسائر التي تعرض لها دفعته للتفكير في وسائل لحفظ المادة وإطالة عمرها، فبدأ بالتجفيف في الهواء مغطى بقماش لحمايته من الغبار والحشرات على شرفات وأسطح المنازل، كما قام بتعليبه في علب معدنية، و”مرطبانات” زجاجية تجعله صالحاً لمدة عام كامل ويطبخ مشويا و”كريسبي” بالإضافة إلى الطهي التقليدي للفطر وفائدته أكبر من فطر القبعة “الأغاريكس” لأن البروتين فيه أعلى.
من الخسارة إلى الربح
أما المزارع كاظم عبد الله من محافظة درعا، يقول: إنه بدأ مشروعه في غرفة ضمن منزله منذ 7 سنوات، وأن البداية لم تكن مبشرة ولم يلق إقبالاً على الإطلاق لذلك قام بتوزيع الكمية المنتجة وأتلف الباقي بسبب ضعف الإقبال على شرائه، ولكن تابع في ما بدأه وحقق أرباحاً جيدة في السنة الثانية، فكل1 كيلو من التبن ينتج 800 غرام، والإنتاج يكون عبر 3 قطفات خلال فصل الشتاء، جزء من القطفة الأولى تغطي تكاليف الإنتاج والثانية والثالثة أرباح صافية.
التوسع بالزراعة
ويضيف أن انخفاض التكاليف وتأمينه فرص عمل لكل أفراد العائلة وسوق التصريف في مدينة بصرى الشام والقرى المجاورة في ريف المحافظة وسوق الهال في دمشق دفعه إلى التوسع بالمشروع، ووصلت الزراعة هذا العام إلى ما يقارب 2طن من التبن كما أضاف أنواعاً جديدة كفطر الأغاريكس والفطر الطبي الذي يعالج الصداع والشقيقة.