الثورة – منهل إبراهيم:
تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حلمه بتحويل مناطق الحرب إلى عقارات رئيسية، ووضع أيدي الولايات المتحدة على الموارد المعدنية الثمينة، في أوكرانيا و”الشرق الأوسط”، لكن ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة يتجاهلها ترامب.
وفي هذا الصدد شدد الصحفي البريطاني أليكس هانافورد في مقال نشرته صحيفة “إندبندنت” على أن ترامب يحب أن يُعرف في العالم بأنه رجل الصفقات المالية الكبرى والأفكار الكبرى، مشيراً إلى صفقة المعادن مع أوكرانيا ودعواته لتهجير أهالي قطاع غزة من أجل تحويله إلى “ريفييرا”.
وقال هانافورد: إن ترامب أعلن الأسبوع الماضي أنه يتفاوض على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولكن دون إشراك أوكرانيا في المداولات، ثم وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”، وهذا الأسبوع استضاف مؤتمراً صحافياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعد ساعات، انحازت الولايات المتحدة إلى روسيا والصين وكوريا الشمالية في الأمم المتحدة.
وبحسب المقال فقد كان الأمر غير متوقع كما كان دائماً، لكن هناك شيئا واحدا ظل ثابتاً وهو رغبة ترامب في وضع أيدي الولايات المتحدة على الموارد المعدنية الثمينة جدا في أوكرانيا كوسيلة لاستعادة “مئات المليارات من الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين” التي أنفقت لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، كما يزعم ترامب.
وقال الكاتب: إن وجهة النظر المتسامحة لهذا النهج هي أن ترامب كان يجبر الحلفاء الأوروبيين على إعادة النظر في مشاركتهم في الصراع والالتزام بسيادة أوكرانيا وتقرير مصيرها، أما التفسير الأقل تسامحاً هو أنه كان يفتقر إلى المعلومات في أفضل الأحوال وأنه يتعرض للتلاعب بشكل خطير في أسوأ الأحوال، وخاصة من قبل فلاديمير بوتين، ورد الرئيس زيلينسكي، متهما ترامب بالاستسلام للتضليل، وقال: “هذه ليست محادثة جادة، لا أستطيع أن أبيع بلادنا”.
وتابع “بالتأكيد لم تكن هذه هي المرة الوحيدة في الأسابيع الأخيرة التي ألقى فيها ترامب باقتراح جامح في المزيج، مما تسبب في دهشة عالمية، مؤخراً فقط شارك رؤيته لتحويل غزة المدمرة إلى ريفييرا شرق أوسطية جميلة”.
أما توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد كتب أن اقتراح ترامب كان “المبادرة الأكثر غباء وخطورة في الشرق الأوسط التي طرحها رئيس أمريكي على الإطلاق”، مضيفاً أنه لم يكن متأكداً مما كان أكثر إثارة للخوف، “اقتراح ترامب بشأن غزة، أو السرعة التي وافق بها مساعدوه وأعضاء حكومته على الفكرة مثل مجموعة من الدمى التي تهز رؤوسها”.
وقال “مثل العديد من خطط ترامب المفترضة، تلقت رؤية الرئيس لغزة ترحيبا أقل من الدول المجاورة في الشرق الأوسط، وأكدت الحكومة السعودية دعمها الثابت للدولة الفلسطينية، وفي مكالمة هاتفية نادرة، ناقش ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والملك عبد الله الثاني ملك الأردن دعمهما الثابت لحقوق الفلسطينيين”.
وقبل خمسة أشهر، حذر وزير خارجية الأردن من أن أي محاولة إسرائيلية لإجبار الفلسطينيين على الدخول إلى الأردن من شأنها أن تنتهك معاهدة السلام وسينظر إليها على أنها “عمل حرب”، وأبلغت مصر المسؤولين الأمريكيين أن الخطط تهدد معاهدة السلام لعام 1979 مع “إسرائيل”.
وفي سياق متصل قالت صحيفة “ذا بالستاين كرونيكل”: إن تعليقات ترامب عبرت عن “أكثر من مجرد قسوة إنها تعكس أيضا الجهل”، فالولايات المتحدة دعمت بشكل أعمى “الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة” و”أي مفكر عقلاني، في الشرق الأوسط أو خارجه، لن يتخيل في الواقع سيناريو يغادر فيه الفلسطينيون بأعداد كبيرة بسبب تهديدات ترامب”.
ووفقاً لتقرير في موقع “ميدل إيست آي”، قال جوزيف بيلزمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة جورج واشنطن: إن كوشنر “يريد ضخ الأموال” في إعادة تطوير غزة وأن مستثمريه “يتلهفون للدخول”، مضيفاً “لا يمكن لإسرائيل ببساطة تسليم غزة للولايات المتحدة، ومحكمة العدل الدولية التي تحكم في النزاعات بين الدول، أعلنت أن غزة أرض محتلة، ومن الناحية النظرية، تحتاج الولايات المتحدة إلى موافقة فلسطين لتتمكن من السيطرة على غزة”.
#صحيفة_الثورة
